العراق الذي نريده

آراء 2023/04/10
...







 حسين علي الحمداني


عشرون عاما مرت على تهاوي وسقوط النظام الدكتاتوري في العراق، هذا السقوط الذي حدث عبر تدخل خارجي وحرب كان هدفها الأول إسقاط النظام والتأسيس لنظام ديمقراطي في العراق، لعل الأهداف المعلنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتحرير العراق وبناء نظام ديمقراطي وما آلت إليه الحرب عبر السقوط السريع للنظام جعل الشعب العراقي، يتطلع لمرحلة جديدة من شأنها أن تنهي مرحلة مظلمة وتؤسس لبداية جديدة وعراق جديد.

أغلبية الشعب العراقي لم تأسف لتهاوي نظام البعث الذي يستحق هذه النهاية ولعله كان يجب أن يسقط عام 1991 ولكن إرادة الآخرين حالت دون ذلك، وهذا ما يجعلنا نقول إن أغلبية الشعب العراقي كانت تقف مع المرحلة الجديدة للعراق، عراق ديمقراطي تعددي، والتعددية ليست غريبة عن المجتمع العراقي المتنوع قوميا ودينيا، ولعل سر وجود الحضارات على أرض العراق يكمن في النسيج الاجتماعي المتنوع الذي تمكن من كتابة التاريخ منذ فجره.

في العقدين الماضيين أثبت الشعب العراقي أنه يتطلع لعراق جديد، شارك في كل الانتخابات وبقوة وقدم التضحيات في سبيل نجاحها، تصدى للقوى الإرهابية وانتصر عليها، وحارب الفساد عبر تظاهرات تشرين 2019 والتي أسست لمرحلة جديدة في العقلية العراقية، التي بالتأكيد تطمح كما قلنا لعراق جديد، وبالتالي نقول الشعب العراقي الذي أسعده زوال نظام قمعي، لا يمكن أن يقبل أن تهدر ثروات البلد عبر عقدين من الموازنات الكبيرة دون مخرجات على أرض الواقع، ولا تزال نسب الفقر تزداد مع تراجع في الخدمات في قطاع النقل والصحة والتعليم وغيرها.

تضحيات الشعب العراقي يجب أن يكون ثمنها ولادة طبقة سياسية وطنية، بعيدة عن المحاصصة وتقاسم السلطة وأن يكون الهدف بناء الدولة العراقية ودولة المواطنة التي ننشدها.

الكثير منا ما زال يتذكر لحظات تهاوي الصنم في ساحة الفردوس عصر التاسع من نيسان 2003، والكثير منا ما زال متفائلا بولادة عراق جديد يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، والكثير منا أيضا يعتبر العقدين الماضيين (مرحلة انتقالية طويلة) من شأنها في نهاية المطاف أن تتمخض عن نظام سياسي قوي مؤمن بالعراق أرضا وشعبا.