القاهرة: اسراء خليفة
لمناسبة شهر رمضان المبارك أقام المجلس الأعلى للثقافة، أمسية بعنوان "التقاليد الرمضانية في مصر من العصر الفاطمي حتى الآن" بإدارة الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، الذي قال إن "العادات الرمضانية في مصر مستمرة من العصر الفاطمي لغاية الآن، وقد أثرت الدولة الفاطمية تأثيرا ايجابيا في الشخصية المصرية". وأضاف: على الرغم من تعرض مصر لاحتلالات أجنبية كثيرة، لكنها حافظت على التقاليد الرمضانية الجميلة التي توارثتها من الدولة الفاطمية.
من جانبه تناول الدكتور أيمن فؤاد رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أصول الاحتفالات الرمضانية في العصر المملوكي، وقال: لقد حكم الفاطميون في مصر أكثر من 200 عام، وقد أحبهم الشعب المصري وتأثر بهم كثيراً، مشيراً إلى أن المصادر تشير أن الـ 50 سنة الاولى من حكم الفاطميين لمصر كانت مشوهة، ولم يصلنا منها شيئاً يذكر، لكن بعد ذلك التاريخ وصلنا من هذه الحقبة الكثير، وكان أهم ما يميز فترة حكم الدولة الفاطمية هو رسم البهجة على نفوس الناس واقامة الاحتفالات والتواشيح الدينية والفوانيس وتزيين الشوارع، ونرى أن هذه العادات والتقاليد لا تزال مستمرة وموجودة إلى عصرنا هذا ونحن نعتز ونفتخر بها . وركز الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية جامعة القاهرة على مساجد رمضان الاثرية وعن الشخصية المصرية، وقال إن "الشعب المصري معتدل ولا يميل إلى مذهب من دون آخر، وأهم ما يميز الدولة الفاطمة وتأثيرها على العادات الرمضانية في مصر هي انتشار الطرق الصوفية وهي مستمرة لغاية يومنا هذا، ولكن هناك عادات أضحت دخيلة علينا وأثرت في العادات الرمضانية مثل دخول التلفزيون وأثره على الشعب وتركه للعادات الفاطمية مثل الصلاوات وتوزيع الأكل والعزائم والتزاور بين المحلة الواحدة وغيرها. وأشار إلى أنه في أيام الدولة الفاطمية كان هناك دعم اجتماعي للناس الفقراء من قبل الأغنياء، وهناك موائد الرحمن وهذه موجودة لغاية الآن رغم تلاشي بعضها، موضحا أن "مدفع رمضان كان من ضمن هذه العادات، وكذلك المسحراتي، وكذلك الموالد والبهجة التي تلاحقها مثل مولد الرسول العظيم (ص) وسيدنا الحسين بن علي، والسيدة زينب والسيدة نفيسة عليهم السلام اجمعين.
كما أن هناك عددا من المساجد المهمة والاثرية التي لا تزال تسخر بالمصلين مثل الجامع الازهر وابن الارقم وغيرهم.. وقد طرح الحضور بعض الاسئلة عن العادات الكثيرة، التي توارثت من الدولة الفاطمية وهي مستمرة لغاية الآن.