عدنان أبوزيد
أصبح سهلا جدا، الحصول على الشهرة عبر ملايين المتابعين، بشراء {اللايكات}والمعجبين، ومئات الآلاف من التعليقات من مزارع كليك فارم (Click Farm) في الصين ودول اخرى.
والصين التي تقلد كل شيء، تستطيع أن تجعل من اسمك في التواصل ترندا ضاربا، بمبالغ بسيطة لمن يمتلك المال. ومثلما يهب الآلاف من تجار السلع إلى الصين، يقصدها أيضا أولئك الذي يريدون أن يكون لهم نفوذ في التواصل الاجتماعي. وعلى رغم أن استئجار أشخاص وروبوتات، للنقر على الروابط أو الإعلانات على الإنترنت بشكل متكرر وبصورة آلية، تعد ممارسة غير أخلاقية وغير قانونية، لكنها نجحت في زيادة عدد الزيارات والإعجابات والمشاهدات للكثير من الشخصيات والشركات، والكيانات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.
بل إن مزارع كليك فارم تحسّن من التسلسل في محركات البحث وتجعلها سهلة الوصول. والمشكلة إن شبكات التواصل الاجتماعي، تقف عاجزة عن إيقاف هذا السلوك، الذي يخرق سياسات محركات البحث والشبكات الاجتماعية.
وبيع اللايكات والتعليقات في الصين أصبح تجارة رابحة، على رغم كونه احتيالا إلكترونيا منتشرا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل WeChat وSina Weibo وفيسبوك وتويتر وغيرها.
وحيث إن اللايكات والتعليقات الزائفة لا توفر قيمة حقيقية للمنشورات أو المنتجات التي يتم الترويج لها، لكنها تعمل على تضليل المستخدمين وتحقق شهرة واسعة للعلامة التجارية أو الكيان السياسي أو الناشطين والشخصيات. وإحدى وسائل التلاعب، استخدام الآلاف من الحواسيب والتلفونات، التي تعمل على شكل روبوتات لزيادة عدد المتابعين والإعجابات، وهذا يؤدي إلى تحسين مظهر الحسابات وزيادة شهرتها. وأحد أهم الأغراض لمن يلجأ إلى هذه المزارع الرقمية، هو زيادة الإيرادات من الإعلانات والتسويق الإلكتروني، وتعزيز الهوية الرقمية للشخص أو العلامة التجارية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي. وتستخدم مزارع الاعجاب، الحسابات الوهمية التي تعمل على توليد تفاعلات وإعجابات وتعليقات غير واقعية، كما يتم استخدام تقنيات الهاشتاغ والكلمات الدلالية المشابهة لجذب المتابعين بطرق غير مشروعة.
ومثل هذه الخدمات التسويقية المشبوهة، تجعلنا نفكر ألف مرة في حقيقة الشهرة حتى للمحتويات التافهة، والأشخاص الذين لا قيمة علمية أو إبداعية أو فعل رصين على أرض الواقع، لكنهم أصبحوا ترندا في العالم الافتراضي.