حسين الذكر
بعد سنوات من الديمقراطية الهجينة أو المبسترة أو المؤجندة، التي جاءت مع دبابات الاحتلال تفترس قواعد المدنية التقليدية، التي اعتادها وتعايش معها الشعب العراقي لسنوات وعقود وربما لقرون خلت.. وبمعزل عن نوعية النظام السياسي القائم آنذاك.. لكنَّ ثمة توافقا نوعيا وآصرة ترابطية، فرضت نفسها بين الشرائح ومختلف الشرائع.. وبرغم التشريعات الظرفية التي عاشوها بقساوة، إلا أن التخريم الحاصل – بعد سنوات الاحتلال والإرهاب والفساد - في النسيج الاجتماع حد الانقلاب والانفلات... شجع على طرح عدد من الأسئلة، بعضها فكري واخر سياسي وبعضه أمني، بل وحتى ايديولوجي مس العقيدة جراء ما عاناه الوجدان من اذى ووجع روحي خشية الوقوع في المنزلقات الخطيرة، التي جادت بها الأيام عليهم، لا سيما بذلك الاستغلال الديني والعقائدي والوطني، الذي امتزج بترويج ثقافة الانحطاط والتفاهة، حتى غدا عصيا عليهم التفريق بين القيم والرموز الاصيلة أو تلك الصنيعة الكارتونية المسوقة لهم بأنواع الفن التقني والاجنداتي الخطير..
بعد ستة اشهر من استلام حكومة التوافق الوطني أو بالأحرى الظرف السياسي والواقع الدولي، التي انتجت حكومة السيد محمد شياع السوداني، وما رافق ذلك من اتفاقات علنية أو سرية تقتضيها المصلحة العامة وتحت عنوان (توافق بناء الدولة).. كمصطلح جميل جديد قد يفضي إلى زعزعة فقدان الثقة للمواطن العراقي على صعيد التشريع والانتخاب والتطبيق.
بعد ما شهدته الانتخابات والساحة السياسية من أحداث سلبية ونعرات حزبية جاءت مطابقة مع نسب المشاركة والتصويت المتدني كحالة رفض وتعبير عما ينبغي البحث فيه عن مخرجات أحدث.
بعد تلك المدة القصيرة.. ما زالت الآمال قائمة والعيون شاخصة تبحث عن إمكانية وجود فانوس سحري من بين أنقاض ومخلفات القمامة.. إذ إن الحكومة قد ورثت كما هائلا من المخلفات والمشكلات، التي تحتاج الوقت الكافي للمعالجة.. والعلة تكمن بأن المواطن للأسف لم تعد لديه الثقة والوقت بما يكفي منحه لاجراء التجارب..
ذلك كله وجله وبعض فضفضاته في صدور عراقية قحية، لم تغادر الميدان ولن تتخلى عن الواجب والاحساس المسؤول، ولم تيأس من نهوض حضارة أور وبابل وسومر ودار السلام من جديد..
لذا فإننا ماضون وعازمون على التطلع حد التمكين مع ضرورة شد اليد ودعم الكلمة وتوحيد الجهود، لعلنا نرى نتائج فورية - بأقل تقدير - على هامش الإجراءات واليوميات، التي تمس صميم حياة الموطن وهي عديدة ومتباينة، ولا يمكن حصرها في زاوية واحدة، برغم كون أغلب الاحتياجات الإنسانية للمواطنين هي ملحة وتحتاج إلى ملح وسكر... بطعم الحياة لا بتذوق طعامه.