هل يطوي السوداني صفحة العشرين عاماً؟

آراء 2023/04/30
...

 وليد خالد الزيدي 


لا بدَّ لكل منصف أن يقف ليراجع أحوال نفسه وأبناء جلدته، وحينما يغادر تجارب سابقة لبلوغ جادة الصواب، لا مناص من التسليم للحقائق كما هي بلا زيف وتلفيقات وخرافات وانفعالات وانحيازات أو غرق في الأساطير، وأن يتمتع بقدرة التمييز بين المنطق واللا منطق بلا ذاتيات وأنانيات وانزواءات وتقوقعات، وحينما نبدأ برحلة تقييم ظروف بلدنا، فنشهد تغيرات في تعاطي الحكومة مع أزمات مداهاعشرون عاما، لا يمكن القفز على ذكر مساوئها أو انكار أضرارها بامر البلاد وحال العباد.

وبكل موضوعية وتجرد نقول حينما يتابع المواطنون نشرات الاخبار بدؤوا يرون همة ونشاط وحراك الحكومة بجميع الاتجاهات، ولم يمض يوما من دون جديد، فيقولون إن الحكومة غادرت النوم، وأقلعت عن فترات سبات سابقة فاصبحت الأفعال أكثر من الأقوال.

ما استهله رئيس الوزراء محمد شياع السودني برفع شعار حكومة الخدمات باجراءات أقل ما يقال عنها إنها (جديدة)، لم نألفها من قبل فحراكه الخارجي انعكس وسينعكس بشكل ايجابي ومباشر على حاجات أساسية، تهم العراقيين حاليا ومستقبلا والتفاهمات مع الكرد لتعزيز الثقة المشتركة، فأصبحنا نتحدث عن التفاهم النفطي والتعداد السكاني المتكامل وانعكاساته على الواقع التنموي، ليتصدر أولويات عمل الطرفين. 

ولم نألف من قبل الشمول المليوني للاسر الفقيرة بإعانات اجتماعية، وحملة تعيين أصحاب الشهادات والاوائل وتثبيت المتعاقدين والمحاضرين بأرقام كبيرة لإنهاء البطالة وتوفير فرص العمل، ودعم القطاع الخاص، ولم نشاهد سابقا حملات الاعمار وحزمة قرارات خدمية ومتابعات ميدانية لتنفيذها ونزول الحفارات والرافعات والجرارات والماكنات إلى الشوارع، وإمهال كبار الموظفين مددا زمنية لإنجاز أعمالهم ولقاء رئيس الوزراء بعمال النظافة بشكل يثلج الصدور ويوسع فسحة الامل في نفوسنا بالإعمار والازدهار، وقطف الثمار وقرارات باسترداد الاموال ومحاسبة المتجاوزين عليها باي مستوى وظيفي، كما رأينا استقدام وزراء ومدراء إلى هيئة النزاهة واحباط محاولات تهريب المشتقات النفطية والحد منها واستثمار الغاز المصاحب واستقلال ادارة المنافذ الحدودية وعدم التدخل في عملها وحماية الاعلام المهني فغاية المرء بناء بلده وحفظ كرامة مواطنيه واعداد جنود يحاربون الفساد والجريمة والنهب والقتل، وعدل يحكم نفسه قبل الحكم على الاخرين وفتية ينشدون الخير والصلاح. ولمسنا دعم القطاع الزراعي وانعاش الاهوار وتفعيل التقنيات بشمول الفلاحين، الذين يستخدمون طرق الري الحديثة فقط بالدعم الحكومي والنهوض بالواقع الصحي والدوائي والبطاقة التموينية، وترسيخ عمل الواقع الاقتصادي والقطاع المصرفي.             

واول مرة تعد الحكومة موازنة ثلاثة اعوام لتستبق الزمن وتسارع الخطى، ولقاء رئيس الحكومة بالنواب المستقلين لإشعارهم بثقل تواجدهم البرلماني، ودورهم بدعم إقرار الموازنات لتنفيذ برامج تلبية الاحتياجات المهمة للمواطنين، وليصح القول بعد الاقرار يتجلى الحكم على الاداء بشكل واقعي.