عبد المهدي: تطوير العلاقات مع السعودية يساعد على تحقيق السلم والتنمية
العراق
2019/04/19
+A
-A
بغداد / الصباح
حملت زيارة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي إلى المملكة العربية السعودية، التي اختتمها فجر أمس الجمعة، التوصل إلى تفاهمات بشأن «ملفات مهمة تشمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والمستجدات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، إذ عدّ عبد المهدي تطوير العلاقات العراقية السعودية بأنه «حاجة ملحة لنا وللمنطقة ويساعد على تحقيق السلم والتنمية والازدهار»، مبينا ان «شعبنا بعد ما عاناه من حروب على مدى نصف قرن وارهاب يتطلع بعد عودة الحياة الطبيعية الى عهد استقرار ورفاه اقتصادي وخدمات افضل».
رغبة مشتركة
وقال عبد المهدي، خلال لقائه ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان: ان ما رأيناه خلال زيارتنا للمملكة يعكس الجدية والرغبة المشتركة بتطوير العلاقات، وماتم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم يشكل بداية لفتح آفاق جديدة ويلبي مصالح الشعبين العراقي والسعودي.
من جهته قال ولي العهد السعودي: ان المملكة تنظر الى العراق بإكبار واحترام ونموه وقوته شيء اساسي بالنسبة لنا، ويسرنا رؤية العراق بهذا المستوى من الاستقرار ونتمنى ان يزداد قوة واستقرارا ويأخذ المكانة التي يستحقها في محيطه العربي والاقليمي، ونضع كل امكانات وخبرات المملكة في خدمة العراق وشعبه ورفع مستوى التعاون في جميع المجالات ، ونتطلع معا للاستفادة من الطاقات والفرص الاقتصادية المتوفرة لدى البلدين.
وجرى خلال اللقاء المشترك الذي ضم اعضاء الوفدين بحث التعاون في مجالات توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والسكن والنفط ومشتقاته، وتطوير القطاع الزراعي والتجاري وطرق الري والصناعات وتشجيع الاستثمارات في المجالات السياحية والثقافية والرياضية، وامكانية زيادة حصة العراقيين في الحج وفق النسبة السكانية المتصاعدة، وتأكيد الرغبة لرفع مستوى التعاون ضمن عمل المجلس التنسيقي بين البلدين.
وفي شأن الحجيج العراقيين، وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة عددهم الى خمسين الف حاج وحاجة، وبين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ان العراقيين لم يأخذوا حصتهم من الحج الى بيت الله الحرام خلال العقود الماضية بسبب الحروب والظروف الصعبة التي مر بها العراق.
مشاريع اقتصادية
وفي إطار الزيارة، ترأس عبد المهدي ملتقى الاعمال العراقي السعودي الذي بدأ اعماله في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية في العاصمة الرياض، وحضر اللقاء رئيسا المجلس التنسيقي العراقي السعودي ثامر الغضبان وزير النفط العراقي والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي واعضاء الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء، وكبريات الشركات السعودية التي قدمت عروضها للتعاون مع العراق في مختلف المشاريع الاقتصادية والصناعات والكهرباء وتحلية المياه والمعادن والطاقة والتدريب.
وتناولت الجلسة التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيمياويات، وانتاج وتوزيع الكهرباء، واصلاح الشبكات وصناعات النفط والغاز وتحلية المياه والتعدين والتأهيل والتدريب، وقدمت كبرى الشركات السعودية ارامكو وسابك ومعادن واكواباور عروضا تفصيلية عن مجالات تعاونها مع القطاعين الخاص والعام العراقيين.
والتقى رئيس مجلس الوزراء جمعا كبيرا من رجال الاعمال العراقيين والسعوديين المشاركين في اعمال الملتقى.
يذكر ان مبنى مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية يعد من المباني المعمارية الرائدة وهو من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد.
مجلس التعاون الخليجي
واستقبل رئيس الوزراء بمقر اقامته في قصر الملك سعود في الرياض أمين عام منظمة مجلس التعاون لدول الخليج عبد اللطيف الزياني، وبحثا تطوير العلاقات بين العراق ودول مجلس التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز فرص الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي.
وقال عبد المهدي: إن مجلس التعاون الخليجي مهم بالنسبة للعراق وأن التعاون والعلاقات الاقتصادية يجب ان تتقدم نحو الافضل، مؤكدا أن العراق حريص على العمل ضمن بيئته العربية والاسلامية واقامة علاقات متوازنة تخدم مصالح شعوبنا، ويهمنا ان يكون محيطنا مستقرا ومزدهرا ولدينا الكثير من المشتركات التي تجمعنا وننطلق منها لبناء الثقة وتجاوز الخلافات وايجاد مناخات جيدة للتعاون»
من جهته، اكد امين عام مجلس التعاون الخليجي، توفر الارادة السياسية والرغبة الجادة لدول المجلس للتعاون مع العراق وتحقيق عمل مشترك ومتكامل، والسعي لبناء علاقات متميزة مع العراق، لافتا بالقول: اطمئنكم أن اخوانكم بمجلس التعاون على استعداد تام لمد جسور التعاون مع العراق ودعمه ولدينا رغبة كبيرة في العمل على تعزيز الامن والاستقرار والتعاون الاقتصادي، وهناك ارتياح لدينا لاستقرار العراق ولتوجهات الحكومة العراقية ومواجهتها للتحديات بمسؤولية وحكمة وتعاون.
وخلال استقباله أمين عام منظمة التعاون الاسلامي يوسف العثيمين، أكد رئيس الوزراء ان العراق اليوم ليس كالأمس، وبغداد تستقبل وفودا شقيقة وصديقة بشكل مستمر وتعقد فيها المؤتمرات والملتقيات، والحياة فيها عادت طبيعية وآمنة، والأهم بالنسبة لنا هو العمل على بناء العراق واعماره واقامة افضل العلاقات مع دول الجوار والدول العربية والاسلامية، ونحن جادون بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها في المملكة العربية السعودية، وحققنا لقاءات ناجحة مع خادم الحرمين وولي العهد والمسؤولين في المملكة، ونواصل العمل لتعزيز العلاقات وان يأخذ العراق دوره في ظل توفر الارادة السياسية والرغبة المشتركة في بناء افضل العلاقات.
عبد المهدي الذي أشاد بجهود لم الشمل، دعا الى المزيد من التعاون مع المنظمة والى الاستمرار بمحاربة التطرف والفكر الارهابي واجتثاثه لخطره على امن دولنا وشعوبنا.
من جهته، هنأ امين عام المنظمة بتشكيل الحكومة ونجاح توجهاتها وسياستها في الانفتاح على محيطها العربي والاسلامي، ولما يشهده العراق من استقرار بعد الانتصار على عصابات داعش التي اساءت للاسلام والمسلمين، مشيرا الى ان العراق دولة مؤسسات ونعول كثيرا على دوره وما يملكه من تأريخ وعمق حضاري ويسعدنا استقراره وازدهاره، ولن نألو جهدا في دعمه ليأخذ مكانته التي يستحقها.
كشف جرائم الإرهاب
كما زار رئيس مجلس الوزراء المتحف الوطني السعودي / مركز الملك عبد العزيز التأريخي، وافتتح المعرض المقام تحت شعار (مدن دمرها الارهاب)، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة السعودية ويهدف الى توثيق قصص المدن التأريخية العربية التي دمرها الارهاب خلال سيطرته عليها، وفي مقدمتها مدن (الموصل وحلب وتدمر).
واكد عبد المهدي، خلال جولته داخل المعرض، ان كشف جرائم الارهاب، التي يسهم بها هذا المعرض، يعطي رسالة الى العالم عن اهمية القضاء على خطر الارهاب والتطرف وما يلحقه من تدمير للانسانية والآثار والتراث والمدن العريقة، وان يؤدي الاطلاع على جرائم وافعال الارهابيين الى تحصين شعوبنا ومجتمعاتنا.
وتشرف رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له بأداء الصلاة والدعاء في جوف الكعبة المشرفة للعراقيين بالخير والامن والاستقرار، بعد اتمامه والوفد العراقي المرافق لسيادته مناسك العمرة في الكعبة المشرفة.
علاقات متقدمة
على صعيد ذي صلة، عد وزير التجارة، محمد العاني، عضو الوفد المرافق لرئيس الوزراء في زيارته إلى الرياض، مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة مع السعودية «بابا» لعلاقات متقدمة بين البلدين.
ونقل بيان للوزارة عن العاني قوله: إن «مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعها الوفد العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، مع السعودية ستفتح الابواب لعلاقات متقدمة في جميع المجالات»، مبينا أن «المذكرات الموقعة ستكون لها مردودات ايجابية وفعالة على اقتصاد العراق».
وأشار العاني إلى أن «العراق يسعى للانفتاح على محيطه العربي وبناء علاقات جيدة مع دول الجوار»، موضحا أن «الاتفاقيات التي وقعناها في السعودية ستنفذ على ارض الواقع قريبا في جميع أنحاء العراق».
ولفت العاني الى أن «الزيارة حققت لقاءات ناجحة مع المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين»، مشيرا إلى أن «تلك الاتفاقيات ستنعش القطاع الخاص في العراق وتطوره لأخذ دوره بالعملية الاقتصادية».
وأضاف العاني أن «الوفد عقد على هامش الزيارة اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية، المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي العراقي، وذلك من منطلق قوة العلاقات بين البلدين التي من شأنها أن تشكل حجر زاوية للعلاقات في المنطقة على أساس المصالح الكثيرة التي تجمع شـعـوبها ودولها».
وأوضح وزير التجارة، أن «هذه الزيارة تؤكد حرص العراق على جذب الاستثمارات السعودية، كون المملكة لديها جميع الامكانات والاستعداد للدعم بهذا الشأن، مدعومة بالرغبة السياسية المشتركة، إضافة إلى رغبة وجاهزية وقدرة القطاع الخاص في المملكة لتحقيق ذلك متوافقاً مع أهداف رؤية 2030 بتواجد الاستثمارات السعودية بالخارج».
وأكد، أن «هذه الزيارة جاءت ايضا للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الستراتيجي المأمول، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، وتهدف للارتقاء بالعلاقات الثنائية لآفاق جديدة في جميع المجالات، حيث يعمل مجلس التنسيق ضمن خطة عمل محددة متفق عليها من الجانبين».
وأوضح بيان الوزارة، أن «وزير التجارة، محمد العاني حضر بملتقى الاعمال العراقي السعودي الذي اقيم، في مدينة الرياض بحضور رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ومشاركة كبريات الشركات السعودية».
ووقع الوفد العراقي في الرياض ثلاث عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم بين العراق والسعودية بحضور عبد المهدي والملك سلمان بن عبد العزيز، والوزراء من الجانبين العراقي والسعودي.
وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مجال المشاورات السياسية، واتفاقية بشأن برنامج الاعتراف المتبادل بشهادة المطابقة للمنتجات، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الزراعي، ومذكرة تفاهم في مجال الصناعة والثروة المعدنية، ومذكرة تفاهم في مجال النفط والغاز ،ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة الكهربائية، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتعليمي بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، ومذكرة تفاهم حول برنامج للتعاون الثقافي.
كما شملت مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التربية العراقية، ومذكرة تفاهم حول برنامج تعاون فني، ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى الربط الكهربائي، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البحري، وتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية.