الخرطوم: وكالات
شهدت الخرطوم غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان بات على شفا "كارثة" إنسانية ومئات الآلاف قد يفرّون منه.
وعاودت الطائرات الحربية التحليق في سماء "الخرطوم بحري"، وتصدت لها مضادات تابعة لقوات الدعم السريع، وكان دوي انفجارات شديدة قد سُمع، وتصاعدت أعمدة الدخان شمالي حي كافوري وحول منطقتي شمبات والصبابي بالخرطوم بحري، وحلة خوجلي، والجانب الشرقي من جزيرة توتي بالخرطوم.
وقصف سلاح الجو في الجيش مواقع للدعم السريع في ضاحية الحلفايا، شمالي شمبات بالخرطوم بحري، يأتي ذلك برغم دخول سادس هدنة بين الطرفين المتحاربين حيز التنفيذ، وكان الطرفان قد وافقا أمس الأول الاثنين على هذه الهدنة الجديدة ومدتها 3 أيام.
وأفاد سكان في الخرطوم بأنهم استيقظوا أمس الثلاثاء على هدير الطائرات المقاتلة، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة التي يناهز تعدادها 5 ملايين نسمة.
في الأثناء، أكد الجيش السوداني أنه نجح في حرمان خصومه من نحو نصف قدراتهم القتالية، في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع على لسان نائب قائدها أنها لا تزال تسيطر على مواقع في القصر الرئاسي، والإذاعة والتلفزيون، ومطار الخرطوم والأحياء المجاورة له.
واتهم الجيش قوات الدعم السريع بأنها حشدت قدرات كبيرة "لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة"، وفق بيان، وذكر الجيش أن تلك القدرات بلغت أكثر من 27 ألف مقاتل، وأكثر من 39 ألفا ممن وصفهم بالمستجدين، و1950 مركبة قتالية، و104 من ناقلات الجند المدرعة، و171 من العربات المسلحة بالمدافع الرشاشة، وقال البيان إنه تم إحباط تعزيزات عسكرية لتلك القوات من جهة الغرب، وإيقاف تقدّم قوة أخرى من الحدود الشمالية الغربية.
وأدت الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، مثل مصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أنّ "أكثر من 800 ألف شخص" قد يفرّون من السودان، وكتب غراندي في تغريدة على "تويتر": "نأمل ألا يحدث ذلك، ولكن إن لم يتوقف العنف، فسنرى المزيد من الناس يُجبرون على الفرار من السودان بحثاً عن الأمان".
وبخصوص مساعي التسوية، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس": إن "طرفي النزاع وافقا على إيفاد ممثلين لإجراء مفاوضات قد تعقد في السعودية".
وأوضح بيرتس أن المفاوضات ستركز في البداية على إرساء وقف لإطلاق النار "مستقر وموثوق يشرف عليه مراقبون محليون ودوليون"، لكنه نبّه إلى أن ترتيبات عقد هذه المحادثات لا تزال قيد الإنجاز.