طرفا الصراع السوداني يتبادلان الاتهامات بشأن نهب البنوك

قضايا عربية ودولية 2023/05/04
...

 الخرطوم : وكالات


وسط تواصل الاشتباكات الدامية في السودان، كشفت تقارير رسميَّة وإعلاميَّة عن تعرّض البنوك والممثليات الدبلوماسية للنهب والتخريب، فيما تبادل طرفا الصراع "الجيش" و"قوات الدعم السريع" الاتهامات بشأن الانتهاكات الخطيرة التي تشهدها البلاد، وفي وقت أعلنت وزارة الصحة السودانية عن سقوط أكثر من 5500 شخص بين قتيل وجريح منذ بدء المعارك منتصف نيسان الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أنَّ قرابة 100 ألف شخص لاذوا بالفرار خارج السودان. 

وذكرت وزارة الصحة السودانية في تقرير للخسائر البشرية جراء الصراع خلال الفترة من 15 نيسان وحتى يوم 1 أيار، أنَّ مجموع الإصابات التي تم تسجيلها بكل المستشفيات بولايات السودان بلغ 4926 حالة إصابة و550 حالة وفاة.

بدورها قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو: إنَّ "عدد الأشخاص الذين عبروا حتى الآن من السودان إلى الدول المجاورة يقدر بأكثر من 100 ألف لاجئ"، وأوضحت أنَّ "العدد يشمل سودانيين ومواطني جنوب السودان العائدين إلى ديارهم، وأشخاصاً كانوا بالفعل لاجئين داخل السودان هرباً من القتال"، في دول أخرى لم تسمها. ولم تشر المسؤولة الأممية إلى الدول التي يفر إليها اللاجئون، لكن موقع الأمم المتحدة أوضح أنَّ أغلب اللاجئين يفرون عبر حدود السودان الشمالية مع مصر والغربية مع تشاد. وتشهد الخرطوم اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين عناصر القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث نفذت الطائرات الحربية للجيش السوداني، منذ ساعات الفجر الأولى أمس الأربعاء، عدة طلعات فوق العاصمة.

من جهته، أعلن الجيش في بيان له أنَّ "الموقف العملياتي مستقر في جميع أنحاء البلاد، عدا اشتباكات متقطعة مع الميليشيا المتمردة في أجزاء من العاصمة نتيجة لخروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة، وذلك بمواصلة القصف العشوائي لبعض المواقع بما فيها الأحياء السكنية واستمرار التحركات العسكرية، والارتكاز داخل بعض الأحياء وسرقة ممتلكات المواطنين تحت تهديد السلاح".

وأشار إلى استمرار "أعمال كسر ونهب البنوك اليوم حيث تعرض بنك (فيصل الإسلامي) وبنك (المزارع والمال المتحد) للنهب، كما قاموا بكسر ونهب العديد من المحال التجارية في منطقة محيط إستاد الهلال بأم درمان. كما قام المتمردون بنهب وقود من طلمبة مخطط اللؤلؤة".

وأكد البيان أنَّ السفير الهندي في السودان "أبلغ أنه تم اقتحام السفارة ونهبها واستباحتها تماماً وسرقة بعض ممتلكات السفارة من قبل المتمردين، بما فيها سيارة برادو موديل 2017". كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية تعرض مبنى الملحقية الثقافية السعودية في السودان لاقتحام من قبل مجموعة مسلحة، وقالت الوزارة في بيان إنَّ المجموعة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات، والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وتعطيل أنظمة وخوادم الملحقية. في غضون ذلك، أكدت قوات الدعم السريع في بيان لها أمس الأربعاء، تواصل "خروقات القوات الانقلابية بالقوات المسلحة وكتائب الظل والفلول، للهدنة الإنسانية المعلنة"، مشيرة إلى تصدي قواتها "في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم لاعتداءات الطيران والمدافع على المدنيين وتمكنت من إسقاط طائرة من طراز (ميغ)"، وأدان البيان بأشد العبارات "هذا المسلك الجبان والفعل الإجرامي الذي يشبه قيادة القوات الانقلابية التي استمرأت قتل الأبرياء".

وفي جديد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع المسلح في السودان، طالبت الآلية الثلاثية بعد اجتماعها الطارئ في أديس أبابا، بوقف الاقتتال السوداني بشكل فوري، وشددت على أهمية فتح ممرات آمنة، وتقديم المساعدات الإنسانية.

من جانبه، كشف محمد حسن ولد لبات مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن خطة للاتحاد من 4 نقاط أساسية لحل الأزمة السودانية، تم التفاهم عليها خلال اجتماع الآلية الثلاثية، وأكد أنَّ الحل يجب أن يكون بين السودانيين، وألا يفرض عليهم من جهات خارجية.