عمان : يعرب السالم
شارعٌ قديمٌ يبعدُ 80 كيلو متراً عن العاصمة الأردنيَّة عمَّان، اشتهر في الماضي بشارع السينما وما زال كذلك حتى وقتنا الحاضر، هو شارعٌ في وسط مدينة "إربد" تُزينه دور السينما، سيطر عليه في زمن مضى فريد شوقي أعتى شقاوات السينما المصريَّة.
سينمات مثل سينما الجميل، والفردوس، ودنيا، وزهران، والزهراء. سينمات ازدحم فيها الفرح والحزن ووجوه وأحاديث ما زالت تقشب في أروقة لم تبق منها سوى الرائحة، وذكريات ورديَّة تشاكس الزمن.
سينمات في محافظة نائية شماليَّة كانت في يومٍ تستقطب عشاق الشاشة البيضاء، وهم يتزاحمون على مانشيتات، فريد شوقي وفاتن حمامة، وإسماعيل ياسين، ومحمود المليجي.
الشارع بعد أنْ تزاحم على أبواب سينماته نجوم مصر في أوج عملقتهم السبعينية والثمانينية، وتزاحمت الأسر الأردنيَّة على شبابيك التذاكر حينها، عندما كانت كما يقول "عادل" رجل خمسيني صاحب محل حلويات في شارع السينمات: "السينما كانت سينما، وكنا نرتادها بكثرة في السبعينيات نحن وأسرنا، وكان فريد شوقي هو نجم الشباك الأول، اليوم تحول الشارع للتسوق والتبضع والبسطات فقط. وتحولت مباني السينمات الى مصارف ومكاتب للإيجار وشقق، حتى "فريد شوقي" اختفى فجأة من حياتنا، وغابت متعة الأفلام من حياتنا، واندمجت أسرنا في عصر النت، بالموبايلات والآيبادات". فجأة تقاعدت السينمات، وبقيت ذكريات شارع السينما عند الكبار ممن ما زالوا يرتشفون مرارة وعذوبة الفقد المعلق بمانشيتات هربت الى موطنها الأصلي من دون رجعة.