الخرطوم : وكالات
تواصلت المواجهات، أمس الاثنين، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وبينما حذّرت الأمم المتحدة من تحوّلها إلى حرب أهليَّة، دعت الرياض طرفي النزاع لإنجاح المحادثات في جدة.
واستمر إطلاق النار الكثيف من الأسلحة الثقيلة والخفيفة صباح أمس الاثنين في منطقة شمبات بالخرطوم بحري، وتصاعدت الاشتباكات بين الطرفين المتصارعين وسط العاصمة السودانية، كما حلّقت الطائرات الحربية في سماء المدينة وسُمعت أصوات اشتباكات متقطعة في محيط القصر الرئاسي.
في الأثناء، أفادت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بدء الاشتباكات إلى 481، بينما تجاوز عدد الإصابات 2560.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية السعودية أنَّ ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بدؤوا منذ السبت محادثات تمهيدية في جدة.
وأضافت الوزارة- في بيان- أنَّ المحادثات تهدف إلى وضع جدول زمني لمفاوضات موسعة تتيح وقفاً دائماً للأعمال العدائية بالسودان، كما تهدف إلى تسهيل وصول مساعدات إنسانية طارئة إلى السودان واستعادة الخدمات الأساسية، وأضافت أنَّ هذه المحادثات تهدف أيضاً لوضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وقال البيان إنَّ الرياض وواشنطن حثتا الطرفين السودانيين على الانخراط بجدية في المحادثات، كما حثتا الطرفين على الحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية في جدة.
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، قال في وقت سابق: إنَّ التفاوض يبحث آليات تمديد الهدنة ولا يشمل أي اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار أو قضايا سياسية.
بدوره، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية.
وقال غوتيريش أثناء زيارته دولة الكونغو الديمقراطية، إنَّ القتال يجب أن يتوقف على الفور "قبل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أهلية يمكن أن تدمر البلاد وتعطل المنطقة لسنوات مقبلة"، وشدد على ضرورة عمل جميع الأطراف على نزع فتيل التوترات والجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف لإطلاق النار مستقر ودائم.
وفي الأثناء، استأنف مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمس الاثنين، في مدينة جدة السعودية مناقشاته مع المسؤولين السعوديين وممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الاتفاق على هدنة جديدة.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة في الرياض إنَّ غريفيث سيركز في لقاءاته على بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان.
من جهتها، أكدت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) أنها تتابع عن كثب محادثات وقف إطلاق النار بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت في جدة، وحثت الجانبين على اغتنام فرصة المحادثات وجهاً لوجه لإسكات البنادق، ودعت الهيئة الطرفين إلى الموافقة الفورية وغير المشروطة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.