بيروت: جبار عودة الخطاط
قام حشد من المحتجين الغاضبين بالتظاهر صباح أمس الثلاثاء في محيط مجلس النواب اللبناني احتجاجاً على السياسات الاقتصادية في البلاد والتي أدت كما أكدوا لـ»الصباح» إلى تبديد أموال المودعين، بينما حاول عدد من المحتجين إزالة الأسلاك الشائكة من أمام منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مسعى لاقتحامه.
كما قام حشدٌ من المتظاهرين من حركة (صرخة مودع) بوقفة احتجاج في محيط بلدية بيروت صباح أمس الثلاثاء للمطالبة باسترجاع ودائعهم، وعمد قسم من المحتجين إلى قطع الطريق في المحلّة ومناطق أخرى في وقت قامت فيه القوى الأمنية بتنفيذ انتشارٍ كثيف لاستيعاب الموقف، وقد ذكر عدد من المحتجين لـ»الصباح» أن القوى الأمنية مثلهم تعاني جرَّاء هذا الوضع المزري، وهي لا تتسلم من المعاشات سوى النزر الضئيل الذي لا يسدُّ رمق عوائلهم وبالتالي لا مشكلة لديهم معها، وإن مشكلتهم هي مع الطبقة السياسية والمصارف، مؤكدين أنّ حراكهم الاحتجاجي سيكون تصاعدياً حتى يحصلون على حقوقهم المهدورة، وأفاد المحتجون بسقوط عدد من الجرحى نتيجة التدافع بين المحتجين والقوى الأمنية.
في الأثناء، حاول محتجون من جمعية «صرخة المودعين» اقتحام «بنك عودة» في وسط بيروت، وعمدوا إلى تحطيم الصرَّاف الآلي للمصرف وأحرقوا الدواليب في الشارع وأطلقوا شعارات ناقمة ضد من أسموهم بالفاسدين، كما أطلق عدد من المتظاهرين المفرقعات النارية باتجاه جمعية المصارف مصحوبة بهتافات ناقمة للمطالبة بإيجاد الحلول للأزمة المالية الخانقة وإرجاع الودائع لأصحابها بعد أن «تبخَّرت في جيوب المصارف وضاع تعب عمرنا» كما ذكر متظاهر لمراسل «الصباح».
وما زال حراك المحتجين مستمراً حتى ساعة كتابة هذا التقرير، وقد رصدنا تواجد النائب في البرلمان اللبناني ونقيب المحامين السابق، ملحم خلف ضمن صفوف المحتجين وسط بيروت حيث شدد على وجوب انتخاب رئيسٍ للجمهورية كمقدمة لانتظام المسار السياسي والدستوري في البلاد، معرباً عن وقوفه بالكامل إلى جانب الشعب اللبناني المطالب بحقوقه ولاسيما المودعين في قضيتهم العادلة.
إلى ذلك، يواصل سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، حراكه الدبلوماسي بعد عودته الأخيرة إلى بيروت، حيث يستمر في لقاءاته مع ساسة البلاد، إذ أكّد في تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أمس الثلاثاء، ثقة بلاده «من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل»، وعرض الجانبان خلال الاجتماع الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.