بوتين يصدر مرسوماً بشأن الانسحاب من معاهدة {الأسلحة التقليدية}

قضايا عربية ودولية 2023/05/11
...

 موسكو: وكالات



أطلق الرئيس الروسي فلاديمير

 بوتين امس الأربعاء مبادرة 

بانسحاب موسكو من معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا.

 ومعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا وقعها ممثلو الدول الأعضاء في حلف الناتو وأعضاء حلف وارسو في 19 تشرين الثاني عام 1990 في باريس ودخلت حيز التنفيذ في 9 تشرين الثاني عام 1992.




ونصت المعاهدة على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين، بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.

وفي ظل اختلال موازين القوى بسبب توسع حلف الناتو وعزم الولايات المتحدة على نشر عناصر من نظامها للدفاع الصاروخي في دول أوروبية، قدم الجانب الروسي طلبا لتعديل المعاهدة في الاجتماع الذي دعت له موسكو للدول الموقعة على المعاهدة في فيينا في تموز 2007.

وبعد أن رفض الطلب الروسي، وتأكد القيادة الروسية من أن الغرب لا يريد مناقشة المقترحات الهادفة إلى إنقاذ المعاهدة، ولا يتمسك ببنودها، وقع بوتين على قرار تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة اعتبارا من 12 كانون اول 2007.

رغم قرار التجميد هذا، لم توقف روسيا مشاركتها في عمل فريق التشاور بهدف إقامة نظام جديد للرقابة على القوات التقليدية، إلا أن الحوار بهذا الشأن توقف عمليا في عام 2011.

وفي تشرين الثاني 2011 أعلنت الولايات المتحدة، من جانبها، عن "تعليق تنفيذ بعض التزاماتها أمام روسيا" الواردة في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وذلك "بعد أن حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو إيجاد حل دبلوماسي للوضع الذي ترتب بعد إعلان روسيا عن وقفها تطبيق هذه المعاهدة عام 2007".

في المقابل، وعد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشاك بأن الجيش البري البولندي سيصبح الأقوى في أوروبا خلال عامين.

جاء ذلك في حديثه على الهواء مباشرة إلى الراديو البولندي، حيث لم يخف حقيقة أنه يرى روسيا كخصم محتمل في المقام الأول، وهو ما عبر عنه بقوله "سيكون الجيش البولندي هو من سيصد المعتدي، وهذا بالضبط هدفنا: إنشاء جيش قوي بحيث لا تجرؤ روسيا على مهاجمة بلادنا".

من جانبه كان مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين قد أعلن مرارا وتكرارا عن خطط بولندا لفرض سيطرة عسكرية سياسية على "الممتلكات التاريخية" لأوكرانيا، ووفقا له، فإن وارسو تعمل على سيناريوهات للتجزئة الفعلية لأوكرانيا، وإنشاء دولة بالوكالة في غرب البلاد تحت حماية قواتها المسلحة. وفي نهاية أبريل، أفاد بيان صادر عن المخابرات الخارجية الروسية أن بولندا تعاود التحول إلى "ضبع أوروبا" المتعطش للتوسع الإقليمي، وأنه على خلفية المشاعر المعادية لألمانيا في البلاد، أجرت تدريبات عسكرية في نهاية آذار مع عدو وهمي من الغرب.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن قيام بولندا بإعادة تسمية مدينة كالينينغراد الروسية إلى كروليفيتس، لم يعد عملا من أعمال الروسفوبيا، بل هو عملية أقرب إلى الجنون.

وأضاف ممثل الكرملين في تعليقه على القرار البولندي بخصوص التسمية، وكذلك على حادث منع السفير الروسي في بولندا من تكريم ذكرى الجنود السوفيت في يوم 9 أيار "ما يحدث في بولندا، لم يعد حتى روسفوبيا، بل عمليات تقترب من 

الجنون" .

وأشار بيسكوف إلى أن "بولندا تنزلق عبر التاريخ، من وقت لآخر في هذا الجنون المتمثل في كراهيتها للروس". وخلص بيسكوف إلى أن "هذا الأمر تكرر لقرون عديدة، منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر وحتى قبل ذلك. وهو لن يجب أي أمر حميد وجيد لبولندا والبولنديين".

في وقت سابق، ذكرت مجلة بولندية محلية أن لجنة توحيد الأسماء الجغرافية خارج بولندا، التي تعمل تحت إشراف كبير المساحين في البلاد، قررت استخدام فقط الاسم البولندي كروليفيتس للدلالة على كالينينغراد الروسية.

في 9 ايار، قام حشد في وارسو بمنع السفير الروسي في بولندا، سيرغي أندريف، ودبلوماسيين روس آخرين من وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للمحررين السوفيت الذين لقوا حتفهم في بولندا، حيث تم دفن 22000 جندي وضابط 

سوفيتي.