القدس المحتلة : وكالات
تواصلت، أمس السبت، الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة بمدينة نابلس ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وجرح آخرين، فيما ردت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة بإطلاق قذائف صاروخية تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، ليصل عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة إلى 1099 صاروخاً منذ الثلاثاء الماضي بعد اندلاع آخر موجة مواجهات مع الاحتلال.
وشنّت المقاتلات الحربية سلسلة غارات على عدد من المنازل في مناطق مختلفة من القطاع منذ فجر السبت، ما أسفر عن تدمير بعضها بشكل كلي، كما استهدفت المقاتلات الحربية، أراضيّ زراعية شمالي القطاع، وشرقي مدينة غزة.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، :إن "تصعيد الاحتلال لعدوانه عبر قصف منازل الآمنين في قطاع غزة وقتل المواطنين في مخيم بلاطة في نابلس بالضفة لن يتوقف إلا بتصعيد أشكال المقاومة"، وأضاف في بيان: "وقف هذا السلوك يكون بتصعيد أشكال المقاومة كافة وفي كل الساحات، وجعل الاحتلال يدفع ثمن جرائمه".
في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة عدة رشقات من قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع رداً على تلك الغارات.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن صافرات الإنذار دوَّت مجدداً صباح السبت، في مستوطنات "سديروت" و"نير عام" و"إيفيم" و"مفلسيم" و"نير عوز" في منطقة "غلاف غزة" المتاخمة للقطاع مع إطلاق رشقات صاروخية صوبها.
في غضون ذلك، استشهد فلسطينيان اثنان، أمس السبت، برصاص الجيش الإسرائيلي إثر اقتحام قوات خاصة مخيم بلاطة في نابلس، وشهد المخيم مسيرة غاضبة، فيما تم إلاعلان عن الحداد والإضراب في نابلس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان: إن "حصيلة الشهداء ارتفعت منذ بداية العام الجاري وحتى صباح أمس السبت في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 150 شهيداً، بينهم 33 شهيداً في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ الثلاثاء الماضي على غزة".
ودانت الرئاسة الفلسطينية، "الجريمة" التي ارتكبتها السلطات الإسرائيلية في مخيم بلاطة شرق نابلس وقصف غزة المتواصل لليوم الخامس، محذِّرة من تداعيات تلك الممارسات على استقرار المنطقة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن "جيش الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، من خلال إصراره على سياسة القتل والاقتحامات لمدننا وقرانا ومخيماتنا، والتي كان آخرها الجريمة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم بلاطة شرق نابلس صباح السبت، وأدت إلى استشهاد شابين، وإصابة آخرين، وما يتعرَّض له أبناء شعبنا في قطاع غزة، من عدوان متواصل لليوم الخامس على التوالي".
وقال: إن "الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع، جرَّاء الصمت عن الجرائم الإسرائيلية وعدم التدخل الفوري لوقفها، مما جعل إسرائيل تتمادي في عدوانها على أبناء شعبنا"، وأضاف، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح باستمرار هذه السياسة الإسرائيلية بحق أرضه ومقدساته، وسيبقى صامداً ثابتاً على أرضه مهما كانت الضغوطات.
إلى ذلك، ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أن الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة أطلقت 1099 صاروخاً تجاه أراضي الدولة العبرية جرى اعتراض 340 منها، وزعم جيش الاحتلال أنه هاجم منذ انطلاق عمليته العسكرية التي سماها "الدرع والسهم" 325 هدفاً
بالقطاع.
وأفادت القناة 13 العبرية بأن الهجوم الإسرائيلي على غزة يكلف الجيش 200 مليون شيكل (55 مليون دولار) يومياً، من دون احتساب الخسائر الاقتصادية اليومية في إسرائيل، وذكرت القناة أن كلفة الصاروخ الواحد لمنظومة القبة الحديدية تبلغ 50 ألف دولار.
وتبذل أطراف إقليمية ودولية جهوداً لوقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، الذي بدأ الفجر، لكنها لم تحقق اختراقاً بعد باتجاه التهدئة.