لافتة لوطن هش كالقصب

الصفحة الاخيرة 2023/05/20
...

 الناصرية: نجلاء الخالدي


تدور حالياً عدسات كاميرا مدير التصوير د.أحمد السعيدي، بين ربوع الأهوار الوسطى في ذي قار؛ لتصوير الفيلم التسجيلي الصامت "لافتة"، الذي يجسد إحدى قصص التضحي، التي خاضها  الجنود العراقيون في الجيش والحشد الشعبي، ضد تنظيمات "داعش" الإرهابية، التي احتلت أجزاء واسعة من مدن العراق.

اعتمد مخرج الفيلم فيصل عبد عودة، ومدير التصوير السعيدي  المشاهد السينمائية المؤثرة؛ بهدف ايصال فكرة الفيلم للجمهور، حتى غير الناطق باللغة العربية؛ ما تتيح مشاركة واسعة لهذا العمل المتقن في مهرجانات عالمية مستقبلاً.

وقال مدير التصوير والمنتج د. أحمد السعيدي، لـ " الصباح " إن الفيلم يروي حكاية أولئك الذين  يبذلون مهجهم دون الوطن، برغم أنهم لا يمتلكون من الوطن الا حطاماً.. بل معظمهم ليس له قطعة أرض بقياس متر واحد فيه، لكن ذلك لا يحبط الانتماء الوجداني للعراق"، مؤكداً "رصدت القصة حياة شهيد من الأهوار اشترك في عمليات التطهير ضد "داعش" وجاء أصدقاؤه إلى داره ليواسوا أهله عبر لافتة، والمعروف أنها تعلق على جدار المنزل، وإذا بالجدار حائط قصب، أي أن المسامير لا يمكن أن تثبت في ألواحه، حاولوا مراراً دقها فتسقط في كل مرة، هذه هي رمزية الفيلم الصامت".

وأوضح السعيدي: "المشهد الحاضر والمؤثر في الفيلم، طفلته التي قامت بأداء دورها نور الأسدي ذات الأصول السومرية، كما تظهر في المشاهد إلى جانبها والدته والاثنتان، تنتظران عودته من جبهات القتال، كما هي عادة الأمهات والأطفال"، ذاكراً "يهدف الفيلم الى إظهار المهمشين البعيدين عن الترف والمغانم، على الرغم من أنهم أكثر المضحين، فهم يتركون منازلهم وأصوات عويل أطفالهم ونحيب أماتهم خلفهم، ليلبوا نداء الدفاع عن الوطن، خاصة عندما يتعلق الأمر بتهديد عدو متربص بكل ما يؤمنون به في هذه الارض، فالتضحية هنا واجب وشرف".