بغداد: محمد إسماعيل
عزا الموسيقار سليم سالم، انتشار الأغنية العراقية بعد 2003 إلى أسباب سياسية، واتهمها المخرج حسين البصري، بالانسياق مع الاسفاف الذي اجتاح الذوق العالمي، بحلول الألفية الثانية، وبيّن الفنان قاسم اسماعيل: "كنا نغني منذ مطلع الثمانينيات، بالأساليب التقليدية التي دأب عليها من سبقونا، تضافراً مع سعينا إلى التجديد من دون مغادرة الأسس المهنية والأكاديمية؛ لأننا نعيش تحت سقف واحد من البث، تلفزيونات محلية وحفلات محدودة الانتشار؛ لذلك تجاربنا كمطربين وتجارب ملحنينا وشعرائنا، لم تأخذ مداها". وقال الفنان إسماعيل: "تزامن انفتاح العراق على الأسرة الدولية، بعد رفع "الحصار – العقوبات الدولية" مع ثورة الاتصالات في العالم، الذي أصبح قرية كونية؛ بشكل يسر انتشار الأغنية العراقية وسواها من الأغاني في الساحات الفنية الأخرى" موضحاً: "المواصفات الجمالية للغناء العراقي، وعمق الألحان، التراثي منها والحديث، تضافراً مع كلمات صميمة، عميقة، شدت المستمع العربي، بل حتى المطربين العرب المشهورين، صاروا يعيدون تسجيل أغانٍ عراقية معروفة، ويتعاونون مع شعراء وملحنين عراقيين، في أغانٍ حققت انتشاراً ساد الذائقة العربية بشكل راقٍ".
أكد الموسيقار سليم سالم: "السياسة لها طوق يأسر الفنان، يحسن الأداء إذا السياسة حسنت، ويسوء إذا ساءت" مضيفاً: "ثمة محددات تفرضها السياسة، عند عدم الانفتاح، لكن حين كسر الطوق السياسي برفع "الحصار – العقوبات الدولية" بدأت الأغنية العراقية، تأخذ مداها الذي تستحقه".
تابع: "الجانب الإجرائي المترتب على عودة العراق للأسرة الدولية، بعد 2003 له أثر واضح، إذ إن الفنانين بتخصصاتهم كافة، ومنها الغنائية، صار بإمكانهم السفر "براحتهم" يسمعون الآخرين أعمالهم ويستمعون لهم، ويستثمرون الفضائيات، تبادلاً يتواصلون مع الأجواء العالمية المفتوحة".
لفت المخرج حسين البصري: "انتشرت الأغنية العراقية بعد 2003 لأنها تخلت عن رفعة الوحدة الكبيرة التي أسست غناءً عراقياً راسخاً منذ السبعينيات، وبهذا التخلي، باتت ركيكة بمستوى الغناء العربي السائد الآن"، مفيداً: "تجاهل القائمون على الأغنية العراقية، قيم التراث الأصيلة، متنصلين من الأفضلية التي كانت لهم، تقرباً من الذوق العربي السائد تسارعاً غير ملتزم، فالساحات العربية المحيطة بالعراق، هي الأخرى تخلت عن قيمها الجمالية لصالح الانتشار التسويقي اللا ذوقي.. حسب رأيي".