بكين: وكالات
قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إنَّ بلاده سعيدة بأن تشهد اتخاذ الدول العربية خطوات جديدة على طريق الوحدة والتنمية الذاتيَّة مع تحقيق إنجازات جديدة، وذلك في رسالة تهنئة منه بمناسبة القمة العربية الـ32 في جدة بالمملكة العربية السعودية، أمس الأول الجمعة.
وأضاف شي أنَّ "جامعة الدول العربية ملتزمة منذ فترة طويلة بتقوية العالم العربي، من خلال الوحدة وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط"، ويسعده أن يرى الدول العربية اتخذت خطوات جديدة وحققت إنجازات جديدة على طريق الوحدة، والتنمية الذاتية، وفقاً لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية.
كما أعرب الرئيس الصيني عن تقديره للسعودية، قائلاً: إنها "كقوة مهمة في عالم متعدد الأقطاب، قدمت مساهمات إيجابية في تعزيز التضامن والتنسيق بين الدول العربية، والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وفي رسالة تهنئته، قال الرئيس شي جين بينغ: إنَّ "الصين والدول العربية تتمتع بصداقة تقليدية قوية على مدى آلاف السنين، وفي السنوات الأخيرة، نمت الشراكة الستراتيجية بين الجانبين وحققت نتائج مثمرة، وضربت مثالاً جيداً للتعاون بين الجنوب والجنوب والمنفعة المتبادلة".
في سياق متصل، اعتبر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أنَّ الدول العربية بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى قمة جدة، أظهرت أنَّ "أوامر واشنطن غير مطاعة في المنطقة، ولا وزن لها خارج النطاق الغربي".
وأشار بوشكوف في منشور على "تلغرام"، إلى أنَّ الإدارة الأميركية لا تريد تغيير الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن هذا "رأيها الخاص بها"، وأنه "ليس له وزن كبير خارج العالم الغربي".
وأضاف أنَّ "السعودية، التي كانت العدو اللدود للأسد في حينها، تستقبله في إطار قمة جامعة الدول العربية على الرغم من موقف الولايات المتحدة التي تعد سوريا لا تستحق العودة إلى جامعة الدول العربية"، وتابع قائلاً: إنَّ "الدول العربية أظهرت أنها قادرة على اتخاذ القرار بنفسها، وأنَّ الولايات المتحدة لا يمكن أن تعطي أوامر هنا".
يذكر أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد حضر القمة العربية في جدة لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر أنَّ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي جاء كـ"فاصل ترفيهي" بالقمة العربية إرضاء للغرب وأميركا، لكنه لم يخطف الأضواء من الرئيس السوري. وقال مدير مركز "دال" للإعلام: إنَّ "كلمة زيلينسكي جاءت كفاصل ترفيهي إرضاء للغرب وإرضاء للولايات المتحدة، لكن زيلينسكي لم يتمكن من خطف أضواء القمة من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي رسم في 5 دقائق معالم خطة رؤيوية ليس لها علاقة بالحاضر فقط، بل بالمستقبل أيضاً عندما قال إنَّ علينا الاستفادة من الفرصة التاريخية لإعادة التموضع في هذا العالم الذي يتغير والذي لم يعد بلا شك أحادياً على مستوى الولايات المتحدة، حيث بدأت الصين وروسيا تتعملقان وتحضران بقوة في المشهد الدولي".