قمة العرب في جدة

آراء 2023/05/23
...

 د. حميد طارش


 انعقدت القمة وهي تواجه مشكلة خطيرة تتعلق بالاقتتال الداخلي في السودان، لتُضاف إلى مشكلاتها، ومنها ما تزامن مع أول مؤتمر قمة عربي في مصر عام (1946)، كالقضية الفلسطينية التي كانت وما زالت !، ثم أعقب ذلك، مع حلول الألفية الثالثة، قضايا العراق وليبيا واليمن وسوريا، فضلا عن لبنان والصومال التي سبقت ذلك بعدد من السنين...، والسمة البارزة لتلك المشكلات هي النزاعات الداخلية والتدخل في الشؤون الداخلية والاحتلال، وهي تشكل السبب الرئيسي لغياب التنمية وشيوع الفقر والجهل والتخلف وانتهاك حقوق الانسان...

الجامعة العربية عجزت عن معالجة قضايا الدول الأعضاء، ليس بسبب ميثاقها، الذي لم يتضمن إجراءات فعّالة في تصحيح أوضاع العرب، فضلاً عن أشتراطه الأجماع للموافقة على قراراتها فحسب، وانما لأسباب أخرى تتعلق بارتباط بعض الدول العربية بالدول ذات النفوذ على المستوى الدولي والأقليمي، وبذلك استغنت عن عملها المشترك. 

أو انها غير جادة في معالجة مشكلات شعوبها، فكيف بها قبول العمل الجاد والمخلص بمعالجة تلك المشكلات في إطار العمل العربي المشترك؟!.

وبعبارة أخرى، جامعة الدول العربية هي إنعكاس لواقع حال أغلب الحكومات العربية، وهي منظمة أقليمية تضم الدول العربية والأخيرة هي من تقرر كيف تكون المنظمة على مستوى الصلاحيات والقدرة على العمل. 

والدليل عودة سوريا بعد ان قررت الحكومات ذلك، والذي اصبح أحد ملامح المؤتمر البارزة.

توجد مصالح حقيقية للحكومات العربية في التعاون العربي واستثماره في جميع المجالات، ويمكن ان تنعكس ايجاباً على شعوبها، مما يصب في نجاح تلك الحكومات ويزيد من قبولها عند الناس، خاصة ان التحديات الصعبة وآثارها الخطيرة تستوجب العمل المشترك الفعّال في التطوير الصناعي والزراعي والتجاري والسياحي والثقافي، فضلا عن وضع ستراتيجيات لمواجهة التغير المناخي والهجرة، وانتشار تعاطي المخدرات بين الشباب العربي وخلق فرص العمل ورسم خارطة التنمية، وفقاً لموارد الدول الأعضاء وما يمكن ان تتلقاه من دعم مالي عربي، ووضع الحلول العلمية الممكنة التطبيق لمعالجة أزمة المياه في الوطن العربي بغية تحقيق الامن الغذائي.