العراق في قمة جدة.. دور ريادي في حل خلافات المنطقة

العراق 2023/05/23
...

 بغداد: حيدر الجابر ورغد دحام

رسخت القمة العربية التي انعقدت في مدينة جدة السعودية يوم الجمعة الماضي، توجهاً عاماً نحو التقارب والتهدئة، وتقديم المصالح الوطنية على الأزمات الجانبية، وقبيل القمة لعب العراق دوراً أساسياً وريادياً في حل الخلافات بين دول المنطقة، وكان له الدور الأساسي في عودة العلاقات بين السعودية وإيران وحل الخلاف الذي يعكر صفو المجتمع السياسي الخارجي.

وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عامر الفايز لـ"الصباح": إن "مشاركة العراق في القمة العربية ضرورية جداً لعودته إلى محيطه العربي واستعادة دوره الريادي الذي فقده طوال الفترات الماضية". وأضاف "بعد سقوط النظام السابق، يحتاج العراق إلى إعادة ترتيب المعادلة، إذ تحسنت العلاقات كثيراً مع الدول العربية والإقليمية"، مشدداً على أن "الاستقرار السياسي والأمني يساعد العراق على التطور الاقتصادي، وأن مشاركته مهمة وضرورية".

وأكد الفايز، أن "استقرار العراق هو استقرار للمنطقة"، مبيناً أن "من إيجابيات مؤتمر القمة عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي، وهذا يؤكد اللحمة العربية التي ضعفت كثيراً".

من جانبه، قال عضو اللجنة حيدر السلامي، لـ"الصباح": إن "تحركات العراق بشأن تقريب وجهات النظر بين الدول تعد إيجابية في تقوية الدبلوماسية العراقية، من خلال احتضان ورعاية اللقاءات بين الدول"، لافتا إلى "الدور الإقليمي الذي بدأ بممارسته العراق والذي أعطاه قوة في المنطقة".

وفي السياق نفسه، بيّن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية د. أحمد الصحّاف، أن قمة جدة عكست توازن الدور العراقي في المنطقة، لافتاً إلى رؤية يطورها العراق كانت الأساس في حوارات مهمة لاستعادة استقرار المنطقة.

وقال الصحاف لـ"الصباح": إن "العراق يستعيد دوره الفاعل عبر شراكات تبنى على الأخذ بالفُرص وتعزيز مسار الحوارات المفضية للتكامل في الرؤى والمواقف". وأضاف أن "قمة جدة عكست توازن الدور العراقي في المنطقة والعمق العربي، إذ دعا العراق خلال كلمة رئيس الوزراء لبناء تكتل اقتصادي يتحرّى جميع المجالات وفرصها خدمة للشعوب العربية".

وتابع، أن "هناك رؤية يطوّرها العراق لتكون مُتبنّى في السياسة الخارجية كانت الأساس لحوارات مهمة أسهمت باستعادة الاستقرار وخفظ التصعيد في المنطقة"، وبين أنه "ليس أدل على ذلك من الحوارات التي نجحت الدبلوماسية العراقية بتحقيقها في المسألة بين الرياض وطهران، وكذلك حوارات جماعية أخرى على مستوى المنطقة وما أبعد منها"، خاتماً بالقول: "كل ذلك أسهم بموضعة الدور الستراتيجي للعراق مجدداً".

من جهته، أكد أستاذ النظم الدستورية د. سعد الشبكي، وجود إيجابيات لمشاركة العراق في القمة العربية محلياً وإقليمياً.

وقال الشبكي لـ"الصباح": إن "من إيجابيات المشاركة محلياً هي تشجيع الاستثمارات العربية ولا سيما الخليجية، واستقرار الوضع السياسي، والتقارب الخليجي السوري الذي ينعكس أمنياً على العراق، وكذلك مغادرة خطاب الكراهية والعنف والطائفية".

وأضاف، "أما إقليمياً، فإن التقارب الخليجي - السوري الإيراني وعودة العلاقات السعودية الإيرانية، سيكون لهما تأثير في الشرق الأوسط"، وتابع أن "خطاب الدبلوماسية والحوار والجلوس حول طاولة واحدة عادت بقوة إلى الواقع السياسي".

المحلل السياسي إبراهيم السراج، رأى أن "مساعي العراق الكبيرة - خصوصاً تمكنه من أن يجمع بين إيران والسعودية في وجهات مختلفة - تعد إنجازاً كبيراً للدبلوماسية العراقية."

وأضاف السراج، لـ"الصباح"، أن "حراك العراق المحوري والمحفز للمنطقة أعطاه دورا أكبر، وأن أي تقارب بين الدول - إذا كان على مستوى مصر وإيران أو بين السعودية وسوريا - يصب بصالح دول المنطقة"، وتابع أن "انعكاسات كل تقارب تكون بتحقيق استقرار اقتصادي وسياسي وتصب باتجاه محاور جديدة مناطقية تكون بمصلحة الدول جميعها."

تحرير: محمد الأنصاري