بغداد: محمد إسماعيل
أكد الفنان جاسم شرف، أن فن المسرح فقد الكثير من مقوماته، وطوته آفات العصر قائلاً لـ "الصباح": انتشر الطرح السطحي في المسرح العراقي؛ ما جعل المواطن بحاجة لمسرحيات توجيهية، مبيناً: "كانت المسرحيات في عقود ما قبل الحرب، تربوية وتعليمية، مع مسحة لطافة تطيب الإصغاء وتجمل المشاهدة".
ولفت: "أضحى الفنُ غريباً على الاطفال وهامشياً في جدول الحصص المدرسية، الأمر الذي يؤسفني ويؤلم خاطري لما يحمل الفن من أهمية في تكوين ثقافة الطفل بعيداً عن التأثيرات الأيديولوجية، ولعلمي بأن غياب الفن المتخصص بالطفل يشوه إنسانيته ويؤثر في نموه النفسي والصحي"، ويحدد شرف: "المشرف التربوي يلاحظ الطفل من الناحية التربوية والتعليمية، لكني كفنان استطعت رؤية الطالب من الناحية الفنية، فكل طفل هو فنان بالفطرة وواجبنا كمشرفين ومعلمين اكتشاف هذا الجوهر ومساعدته على ابرازه وتطويره والإيمان به".
وأضاف: "استشرى الطرح السطحي على مضامين المسرح العراقي"، مفيداً: "الفرد يحتاج في الوقت الحاضر إلى مسرحيات ذات رسائل وتوجيهات أخلاقية للصحو من غفوته الإنسانية، في ظل قلق العصر وحروبه المرئية والمستترة".
ونوه: "أنا على الصعيد الشخصي مستمر بعملي، حاملاً رسالتي الثقافية، إلى أن أرى المسرح العراقي يتنفس الحياة من جديد، وأقول لأصدقائي الفنانين لا تيأسوا، فرسالتنا إنسانية مفتوحة على آفاق المدى البعيد".
متابعاً: "أجري تدريباتي حالياً على مسرحية "محلتنا ذهب" التي أستعد لعرضها حال اكتمال التدريبات، على واحد من أبرز المسارح الجماهيرية".
وأشار إلى أن: "محلتنا ذهب نص ذو فكرة اجتماعية وقصة محلية تبعث رسائل إرشادية بلغة كوميدية راقية، تشد المتلقي وتبهجه"، مبيناً: "المسرح رسالة إنسانية ثقافية تهدف إلى المتعة
والفائدة".
واصل الفنان جاسم شرف: "تسير الدراما منهجياً؛ لذلك فالعراقيون شهدوا حروباً وانقلابات ومتغيرات سياسية واجتماعية متلاحقة ومتسارعة عصفت بهم على مدار عقود متتالية فغيبت المسرح بشكل عام ومسرح الطفل بشكل خاص، ونتاجاً لذلك حصل الخمول التدريجي لنشاط الفرق المسرحية وفعالياتها".
