روسيا تنسحب رسمياً من اتفاقية السلاح في أوروبا

قضايا عربية ودولية 2023/05/30
...

 موسكو: وكالات


وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، على قانون انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

ونشر الكرملين يوم أمس، الوثيقة على بوابة الإنترنت الرسمية للمعلومات القانونية.

وأصدر الرئيس الروسي في بداية الشهر الجاري، مرسوما حول عزم روسيا الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وتم تعيين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ممثلا للرئيس عند النظر في المبادرة أمام البرلمان الروسي بمجلسيه.

وقد تم التوقيع على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا في باريس عام 1990، وفي عام 1999 تم توقيع نسخة محدثة من المعاهدة في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في إسطنبول.

وتم التصديق على المعاهدة المعدلة من قبل 4 دول فقط هي روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأوكرانيا.

وفي عام 2007، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا “حتى تصدق دول الناتو على الاتفاقية وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية».

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من الأزمة الراهنة في بلغراد حول كوسوفو، وقال إنها تنبئ بانفجار كبير يختمر 

في وسط أوروبا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للوزير الروسي في كينيا، أمس الاثنين، إذ وصل لافروف إلى العاصمة نيروبي في زيارة عمل. وأكد الوزير خطورة ما يحدث في بلغراد، وأنذر بعواقبه الوخيمة.

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قد وضع الجيش الصربي في حالة التأهب القصوى، وصرح وزير الدفاع الصربي ميلوش فوسيفيتش، بأن القوات المسلحة الصربية في “أقصى درجات الاستعداد القتالي”، وذلك بعد شكاوى من مجلس الأمن القومي الصربي، يوم السبت الماضي، بأن وحدة “الناتو” في كوسوفو وميتوهيا KFOR  لا تتصرف وفقا لسلطتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244، أثناء تحرك قوات شرطة جمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد شمال الإقليم يوم الجمعة الماضي، واحتلالها بالقوة مباني بلديات مدن ليبوسافيتش وزوبين بوتوك وزفيكان مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بينما حاول الصرب المحليون منع قوات الأمن والمسؤولين من ألبان كوسوفو من الدخول إلى تلك المنشآت، ووقعت اشتباكات أصيب فيها 10 مواطنين، وتزعم الشرطة في كوسوفو إصابة 5 ضباط شرطة وتضرر 4 مركبات خدمة، و3 مركبات تابعة لبعثة EULEX وسيارات مدنية في الاشتباكات.

وقد بدأ التوتر بعد محاولة سلطات بريشتينا تعيين رؤساء بلديات ألبان في شمال المنطقة، بعد انتخابات الحكومات المحلية في شمال كوسوفو، في الـ 23 من نيسان الماضي، 

التي قاطعها الصرب المحليون.

في المقابل، صرح وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو بأن تفكك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE ممكن.

جاء ذلك في حديث له لإذاعة  YLE، وتابع أن السبب في ذلك هو عدم رغبة روسيا وبيلاروس في الموافقة على الرئاسة الإستونية 

لهذه المنظمة عام 2024.

وأكد هافيستو أنه إذا لم يكن هناك رئيس للمنظمة في عام 2024، ولم يكن هناك إجماع على هذه القضية، فسيكون العام المقبل هو عام انهيار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وكذلك ورد في النص المنشور على الموقع الإلكتروني لمؤسسة التلفزيون والإذاعة: “تواجه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE أزمة في غضون 6 أشهر. وسبب النزاع هو عدم رغبة روسيا وبيلاروس في الموافقة على رئاسة إستونيا للمنظمة عام 2024».

ووفقا لقواعد المنظمة، يجب أن تتم الموافقة على الرئيس المتناوب من قبل جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 57 دولة. ولا توافق روسيا وبيلاروس على ترشيح إستونيا، في الوقت الذي لا تبدي فيه إستونيا استعدادا للتنازل عن ترشحها، ولا توجد أي تصريحات رسمية من موسكو أو مينسك حول هذه القضية حتى الآن.

وقد تأسست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بودابست عام 1994، عندما تطورت سلسلة من الاجتماعات حول الأمن والتعاون الأوروبي إلى منظمة، وعقد أول اجتماع بشأن الأمن والتعاون في أوروبا عام 1975، في هلسنكي بمبادرة من فنلندا والرئيس أورهو كيكونن شخصيا.