بيروت: جبار عودة الخطاط 

بينما ينشغل لبنان بآخر المعطيات بشأن مساعي التوافق على مرشح رئاسة الجمهورية وما يتم تداوله من تسريبات مصدرها الخارج والداخل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء غارة جوية استهدفت موقعاً لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بلدة قوسايا عند الحدود اللبنانية السورية أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.

وكشف القيادي في "الجبهة الشعبية" أنور رجا، أمس الأربعاء، عن استشهاد خمسة عناصر في العدوان الإسرائيلي على مقر الجبهة في بلدة قوسايا بمنطقة البقاع عند الحدود اللبنانية السورية، إضافة إلى سقوط 10 جرحى، وأكدت الجبهة في بيان لها أنَّ "المقاومة المتنامية سترد على هذه الجريمة من دون أن ترهبها التهديدات الصهيونية". غير أنَّ هيئة البث الإسرائيلية (كان)، نفت قيام إسرائيل بأي هجوم بطائراتها على الحدود اللبنانية السورية بقولها: إنّ "إسرائيل تنفي تنفيذ هجوم عند الحدود اللبنانية السورية"، كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم: "لم نهاجم في سوريا أو لبنان"، ولم يتوفر لـ"الصباح" المزيد من المعلومات بخصوص الهجوم، حتى ساعة كتابة التقرير.

وبالعودة للملف الرئاسي وما ينطوي عليه من تعقيدات، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حصول توافق المعارضة والتيار العوني على اسم "جهاد أزعور" ليكون ند مرشح (الثنائي الشيعي) سليمان فرنجية، واللافت بأنَّ قوى المعارضة لستنفرت كل قواها من أجل إنضاج حل توافقي مع "التيار الوطني الحر" بغية بلورة اسم مرشحها بعد أن شعرت بأن مرشح (الثنائي الشيعي) بلغ شوطاً مهماً في تعزيز حظوظ ترشيحه، فضلاً عن عدم ممانعة لاسمه من قبل الرياض التي أناطت مهمة انتخاب رئيس للبلاد بالقوى السياسية وإنها ستراقب أداءه بعدئذ.

وعلّق جعجع، في تصريحات صحفية أمس الأربعاء، على مسألة التوافق على ترشيح جهاد أزعور، بقوله: "نعم، حُسم التفاهم وتم الاتفاق بين المعارضة والتيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل على اسم جهاد أزعور"، وأضاف "الجميع أصبح مطّلعاً على المفاوضات وعلى الاتفاق مع التيار على اسم أزعور. وليس عمل رئيس مجلس النواب أن يعلّب الانتخابات بل أن يدعو إليها"، وأضاف، "اليوم هناك مرشحان، وأساساً كان هناك مرشحان هما النائب ميشال معوض وفرنجية، وعليه لا مبرر للامتناع عن الدعوة إلى جلسة يجب أن يدعو إليها اليوم قبل الغد".  من جهته، ناقش تكتل "التيار الوطني الحر" خلال اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وبحضور الرئيس السابق ميشال عون، تفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة بالاستحقاق الرئاسي، وأدلى النواب بآرائهم حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات، وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب.  في هذه الأثناء، تتفاعل قضية حاكم "مصرف لبنان المركزي" رياض سلامة، وتواتر الملاحقات القضائية بحقه من الأوساط القضائية في أوروبا، حيث  استقبل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، هنري الخوري، يوم أمس الأربعاء، في مكتبه ببيروت السفير الألماني أندرياس كيندل، وتبلّغ الخوري من السفير الألماني صدور "النشرة الحمراء" من الإنتربول بحقّ حاكم "مصرف لبنان"، رياض سلامة، ورفاقه، من جانب القضاء الألماني وتمّ التداول خلال الاجتماع في مسألة مشاركة الجانب اللبناني أمام القضاء الألماني في هذه القضية. جدير بالذكر، أنَّ القضاء اللبناني قرّر، في الـ24 من أيار الحالي، إصدار مذكرة منع سفر بحق حاكم "المصرف المركزي"، رياض سلامة، وقال مصدر قضائي كبير لـ"رويترز": إنّ "ألمانيا أبلغت لبنان شفهياً مذكرة اعتقال بحق سلامة بتهم فساد مالي".