تسجيل {فاجعة جديدة} في السودان.. دفن 180 مجهولاً

قضايا عربية ودولية 2023/06/04
...

 الخرطوم: وكالات

بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة في العاصمة السودانية الخرطوم بين طرفي الصراع، أعلن الهلال الأحمر السوداني أن القتال المستمر في البلاد أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلاً انتُشلت جثثهم من مناطق القتال، من دون التعرف على هوياتهم.
وذكر الهلال الأحمر في بيان، أنه منذ اندلاع القتال في 15 نيسان الماضي، دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور، وتعهد كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه، الذي يخوض الحرب ضده، محمد حمدان دقلو، مرارًا بحماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية.
وقال الهلال الأحمر الذي يتلقى الدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن متطوعيه وجدوا صعوبة في التنقل في الشوارع لانتشال الجثث "بسبب القيود الأمنية".
وقتل المئات من المدنيين وأضرمت النيران في القرى والأسواق ونُهبت منشآت الإغاثة مما دفع عشرات الآلاف إلى البحث عن ملاذ في تشاد المجاورة، وقُتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع القتال، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة أمس السبت في العاصمة السودانية الخرطوم وفي منطقة أم درمان القديمة بشارعي الــ40 والموردة، إذ شهدت انفجارات عنيفة واستخداماً للأسلحة الثقيلة وتبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين الطرفين.
وذكرت مصادر، أن منطقة الاشتباك تشتمل على مجموعة من المواقع الستراتيجية بما فيها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السوداني الرسمي إلى جانب مباني رئاسة شرطة محلية أم درمان ومقر المحلية نفسها، كما أنها تعد منطقة متاخمة لعدد من المستشفيات والأحياء الحيوية المكتظة بالسكان مع قربها من جسر شمبات الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
كما سمع دوي انفجارات متتالية وسط وجنوب العاصمة السودانية الخرطوم وبعض الأحياء والطرق المجاورة للمنطقتين لاسيما شارع الغابة والمنطقة الصناعية التي تتجدد فيها المعارك بشكل يومي، وتم تسجيل حركة تحليق لطيران الاستطلاع التابع للجيش السوداني في منطقة أم درمان.
إلى ذلك، حمّلت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الجيش السوداني مسؤولية تعليق مفاوضات جدة، التي ترعاها ‏المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بسبب الشروط التعجيزية.‏
ولفتت قوات الدعم السريع، إلى أن الجيش السوداني "ارتكب خروقات وانتهاكات متعددة، مثل القصف الجوي الذي تسبب في مقتل وجرح المئات من المدنيين، وتدمير المرافق العامة والخاصة، بما في ذلك مقرات الأمم المتحدة وطلعات طيران الاستطلاع والمسيرات والقصف المدفعي العشوائي على المناطق المأهولة بالسكان مما خلّف عددا من القتلى والجرحى، واحتلال المستشفيات العامة والمراكز الصحية، واغتصاب الحرائر وترويع المواطنين في مناطق شمال أم درمان ونهب المنازل والتحركات التعبوية للقوات وتسليح المواطنين، وعمليات القنص وتصفيات المواطنين على أساس عنصري، واعتقال المدنيين والكوادر الطبية ولجان المقاومة"، بحسب بيان لقوات الدعم السريع.
وعلى المستوى السياسي، اشترطت الوساطة السعودية الأميركية الراعية لمحادثات أطراف القتال، استئناف عملية التفاوض بينهما بمدى توفر عوامل جدية الطرفين وامتثالهما لبنود وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب.
وعلى المستوى الإنساني، يشهد الوضع المعيشي تدهوراً مستمراً بسبب نقص المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية مع ندرة حادة في الخبز، بينما لا يزال هناك ضعف في الخدمة الطبية والرعاية الصحية للمرضى لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم الذين نفدت لديهم الأدوية اليومية إلى جانب معاناة مرضى السرطان وغسيل الكلى التي تتفاقم يوما بعد يوم.
إلى ذلك، مدّد مجلس الأمن الدولي عمل البعثة الأممية في السودان ستة أشهر، بعدما طالب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بإنهاء مهمة المبعوث الأممي فولكر بيرتيس.