بيروت: جبار عودة الخطاط
ما إن يخبو الاهتمام اللبناني بـ(أزمة النزوح السوري) حتى يعاود الإطلالة بمفاعيله ثانية جراء تفاقم الأوضاع المعيشية في البلاد. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قالها بصراحة "لا يمكننا إجبار السوريين على العودة إلى بلدهم".
وشدد ميقاتي، على أن لبنان يقوم بتشكيل لجنة وزارية للذهاب إلى دمشق لبحث ملف النازحين، "وبالتأكيد ستكون هذه الخطوة بالتنسيق مع اللجنة السداسية المنبثقة عن الجامعة العربية"، معتبراً أن "لبنان لديه سيادة ويحق له ألا يقبل وجود أي أجنبي على أرضه بطريقة غير شرعية"، موضحًا أنّ "الموضوع غير موجه ضد جنسية محددة، ولا يمكن اتهامنا بالعنصرية، بل ما نريده فقط هو ممارسة حقنا في السيادة على كامل أرضنا، ومن هنا يأتي القرار بترحيل أي أجنبي لا يمتلك الوثائق القانونية اللازمة لإقامته في بلدنا". غير أن ميقاتي استدرك: أنه "لا يمكننا إجبار السوريين على العودة إلى بلدهم"، وأشار إلى أنّه "بما يخص اللاجئين، نمتلك خططًا قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لإيجاد حلّ لهذا الملف، وتمت مناقشتها والاتفاق عليها بين جميع القوى اللبنانية في الجلسات الحكومية".
وعرج ميقاتي في تصريحاته، أمس السبت، على موضوع العلاقات مع دول الخليج ولاسيما السعودية، فقال: إن "الاتفاق الإيراني السعودي خفف من العصبية المذهبية"، لافتًا إلى أنّ "عودة سوريا إلى الجامعة العربية والعلاقة الممتازة مع الرياض، ستنعكس على لبنان تلقائياً لأن سوريا هي الجار الأقرب للبنان"، ولفت لدى سؤاله عن صحة المعلومات التي تتحدث عن دعم سعودي للبنان: "هناك وعود بهذا الخصوص وإذا عاد لبنان إلى السكة الصحيحة سيكون له نصيب من هذه الاستثمارات". في الملف الآخر والأكثر سخونة في الشارع السياسي في بيروت، تتفاعل تعقيدات الملف الرئاسي وتتذبذب مناسيب التفاؤل الحذر والتشاؤم بعدم فاعلية الحراك الرامي لحلحلة عقد المسار الرئاسي، بينما تتطلع الأوساط المعنية للعامل الخارجي لاسيما إلى باريس التي كانت محطة لزيارات شخصيات لبنانية مهمة كالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس التيار الوطني الحر وقد حمل كل منهما أوراق رؤيته الرئاسية لوضعها على طاولة الأليزيه.
المعلومات الصحفية الواردة من باريس، أمس السبت، تفيد بأنّ "المعطيات القادمة من فرنسا، تشي بمدى الاستياء الكبير في الدوائر المعنية في الأليزيه"، حيث ذكرت مصادر أن "باريس كانت تأمل أن تجد لدى ساسة لبنان تفاعلاً إيجابياً مع جهودها لمعالجة الأزمة الرئاسية، لكن ذلك لم يحصل، وأنها باتت تشعر بالإحباط مِن مسار التعقيد والتقاطع وإيثار المصالح السياسية الخاصة على مصلحة لبنان، مع حاجة البلاد الماسة للخروج من أزماته العاصفة"، وأكّدت أن "لبنان، كما تراه فرنسا، أمام لحظة تاريخية لانتخاب رئيس على وجه السرعة، وإلّا فإن الوضع القائم حالياً سينحدر بصورة دراماتيكية إلى واقع أكثر صعوبة ومأساوية على كامل مكونات الشعب اللبنانيين".