محمد صادق جراد
بعد انتهاء العام الدراسي لأعداد كبيرة من التلاميذ والطلبة في العراق، وشمولهم بالعطلة الصيفية، والتي تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر يقع على عاتق الأسرة والمجتمع، ومؤسسات الدولة مسؤولية التخطيط الصحيح والمناسب لأبنائنا الطلبة في طريقة قضاء هذه العطلة، لتحقيق طموحات الطلبة وهواياتهم وإشباع رغباتهم، وأن يمارسوا ألعابهم المتنوعة بحرية كبيرة بعيدا عن ضغوطات الدراسة والواجبات اليومية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العطلة هي سلاح ذو حدين فقد تساهم النشاطات التي يمارسها الطلبة في العطلة في تطوير قابليات كثيرة ومواهب لدى الطلبة، وفي المقابل قد تساهم أحيانا في ضياع بعض الطلبة وتعرضهم لمخاطر مخالطة أصدقاء السوء والتسكع في الطرقات، وإثارة المشكلات والوقوع في براثن الفساد والرذيلة والضياع. ومن هنا تأتي أهمية استثمار العطلة الصيفية.
ولهذا علينا ان نعمل جميعا على استثمار العطلة الصيفية لإقامة نشاطات رياضية وفنية وتربوية، من اجل إشغال الطلبة وتنمية مهاراتهم وحمايتهم من الوقوع في الخطأ والانحراف وتطوير قدراتهم الثقافية والعلمية، عبر مساعي الأسرة والمؤسسات المجتمعية لإشراك جميع الطلب، لا سيما الضعفاء والمكملين منهم، في دورات مفيدة تقيمها المدارس ومراكز الشباب أو منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى أن هناك نشاطات خاصة تقوم بها بعض المدارس كالمعسكرات الكشفية أو دروس التقوية.
ومن الجدير بالذكر أن هذه النشاطات مفقودة لدينا، بالرغم من أنها تعمل على تغطية جميع رغبات وهوايات التلاميذ العلمية والثقافية والرياضية، حيث يحتاج الفرد إلى العطلة كفترة يجدد فيها نشاطه الذهني وتستريح فيها أعصابه، إضافة إلى أنها تسهم في تطوير مهارات التلاميذ وتزيد من خبراتهم، وتعمل على إثراء ثقافة الأطفال والشباب، من خلال إقامة المسابقات الثقافية والعلمية، والتي تعود على الطالب بكسب معلومات جديدة يضيفها الطالب إلى خزينته المعلوماتية لمجابهة ثقافات العصر المتنوعة والمختلفة، والتي تتجلى من خلالها ثقافة الشعوب.
ولذلك نريد أن ندعو جميع مدارسنا ومؤسساتنا أن تعمل على استثمار العطل، بإقامة تجمعات ودورات تثقيفية وتنشيطية، والتي تهدف إلى غرس القيم النبيلة في نفوس التلاميذ، مثل التعاون والأخلاق الإسلامية، إضافة إلى التشجيع على الإبداع ورعاية المواهب واكتشافها، وإبعاد أبنائنا عن السلبيات التي يمكن ان يتعرضوا لها خلال الفترة المقبلة.