استباق الاستحقاق الصحفي

آراء 2023/06/05
...


 حسين الذكر


قريبا تحتفل الأوساط الصحفية العراقية كما هي العادة في كل سنة منتصف حزيران، بالعيد الصحفي كتقليد اعتاد عليه رجال الصحافة وأسرتهم الصحفية المتمثلة بنقابة الصحفيين منذ سنوات وعقود.. متخذين تاريخ صدور العدد الأول من جريدة الزوراء كأول صحيفة رسمية ورقية في العراق ابان العهد العثماني في 15 – حزيران – 1869. 

اذ تعيش وتعاني الصحافة عامة والورقية منها خاصة أسوأ مراحل تاريخها، طول قرون من العمر، بعد أن ضربت قواعد العمل التقليدية، بمقتل جراء التطورات التقنية الحديثة سيما تلك المتمثلة بتزاوج صناعة الكومبيوتر والانترنيت، الذي توالد مخاضه الفيسبوك وبقية مواقع التواصل الشخصي... التي أزاحت صاحبة الجلالة من موقعها المجتمعي المعتاد كسلطة رابعة.. بصورة سلبتها صفة ممثلة الراي العام.. بعد أن نجح الانترنيت الاستحواذ على جمهورها المعتاد، الذين أصبحوا يستقون اخبارهم – لا سيما المستعجلة منها - عبر وسائل التواصل المنتشرة والصفحات الشخصية، التي تتمتع بميزات لم تعد تملكها الصحافة الورقة وغير قادرة على مجاراتها من قبيل السرعة والتعزيز بالصور والصوت الحي، فضلا عن زهد التكاليف، نقلا ونشرا وفاعلية تعاطي شخصي وعام.. 

بعض الدول المتحضرة لجأت إلى أساليب عدة كبديل حتمي لانقراض الورقية.. وتهيئة الأسباب والمقومات التي تجعل - فعلا – من البديل الالكتروني يتمتع بمقومات تسهل مهام التواصل مع الراي العام وجذبهم..

عقم إدارة الملف الإعلامي والصحفي العراقي، جعل من الورقية تصاب بشلل تام أخسرها قواعدها ومتابعيها، ممن كانوا بالملايين، بينما انحسرت كمية طبع الصحيفة بشكل ملفت حد الخجل.. كما انعكس هذا القحط على العاملين فيه ممن لم يعد بامكان الإدارات منحهم رواتب أو مكافآت، الا بحالات محدودة ونادرة كما يحدث في الصحف والاصدارات شبه الحكومية..

نحن صحفيو العراق وفيما ننتظر الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، برغم كل ظروفنا الصعبة التي نعيشها في يومياتنا المتعبة و(المفلسة)، إلا أننا ننتظر نقطتين أساسية: 

الأولى: (تشمل الإجراءات الحكومية الخاصة بمنحة الصحفيين التشجيعية السنوية، وضرورة تطويرها بشكل آلي ثابت، وبمبلغ يفي بالغرض ويليق بشرف ورفعة المهنة، وثم ضرورة تدقيق وتشذيب الأسماء بشكل يؤدي إلى استحقاق عادل في التوزيع). 

والثانية: (تخص الجهات القطاعية والمهنية والنقابية الصحفية... وأهمية البحث عن مخارج وحلول ناجعة تتناسب مع تطورات العمل الصحفي والارتقاء به للمستوى العالمي المتحضر، وبما يمنحه القدرة لتحقيق اهداف وفلسفة الدولة وخدمة المجتمع والخروج من ربقة الشكل والروتين المميت).