بيروت: جبار عودة الخطاط
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهوريَّة في 14 حزيران الحالي، وذلك بعد نحو 8 أشهر من الفراغ الرئاسي الذي بدأ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وتساءل مراقبون «هل دخل مسار انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان في مرحلة التنافس الجدّي بعد انسحاب ميشيل معوض وإعلان جبهة (المعارضة) تبني ترشيح جهاد أزعور بشكل رسمي”، بينما وصف حزب الله ذلك بـ”لعبة استهلاكٍ للأسماء”.
ويبدو أنَّ لعبة “عضّ الأصابع” دخلت في مسار فرض الخيارات المضادة بين مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية والمرشح الذي أفرزه فريق سياسي غير متجانس في مشروعه السياسي وبات يسعى للتوافق على الحدود الدنيا للوقوف بوجه ترشيح فرنجية، فجاء إعلان تبني ترشيح الوزير السابق “جهاد أزعور” من قبل أقطاب مارونية تجمعها خصومات لدودة مع ما يعرف بنواب المعارضة برغم التقاطعات السياسية الحادة بين هؤلاء، مع سؤال يطرحه المراقبون عن مدى صمود هذا “التوافق” وقدرته على العبور بمرشحه الجديد إلى باحة قصر بعبدا؟.
وبشأن حظوظ أزعور في الرئاسة، رأى رئيس حركة “النّهج” النّائب السّابق حسن يعقوب أنَّ المرشّحين الوزير السّابق جهاد أزعور ورئيس تيّار المردة سليمان فرنجية “لا حظوظ لهما في الوصول إلى بعبدا حتّى نصل إلى مرحلة التّوافق على اسم ثالث”، ويضيف أنَّ “لعبة إدارة الفراغ انتقلت إلى مرشّح تحدّ مقابل مرشّح تحدّ. هذه المرحلة لن تنتج رئيسًا، تبقى لعبة إدارة الفراغ مستمرّة. للأسف التّوافق الخارجي بعده كلمة السرّ، وعندها يظهر التّوافق الدّاخلي؛ وإلى حينه لا رئيس”.
في السياق، علق رئيس مجلس النّواب نبيه بري، بقوله: “لا يوجد في البلد توافق للأسف، وعندما يحصل التّوافق تنجلي الأمور”، وأعلن دعوته مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران الحالي عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر.
وكان النائب مارك ضو، قد أعلن أننا (في المعارضة) “توصلنا نتيجة الاتصالات المكثفة إلى اسم جهاد أزعور كاسم وسطي غير استفزازي لأي فريق في البلاد”، مضيفاً خلال تلاوته بيان نواب المعارضة، أنَّ “المرشح جهاد أزعور ليس مرشح المعارضة فقط وليس مرشحاً حصرياً لأي من الكتل”، وأردف “تنوي المعارضة التقاطع عليه لخوض المعركة الرئاسية باسمه، وهي تعتبر أنَّ ما تعلنه اليوم يهدف إلى إيصاله”.
وكشف ضو عن أنَّ “جهاد أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة”، مؤكداً أننا “نحترم سيادة الدولة واعتماد الإصلاحات كافة لا سيما استقلالية القضاء ومحاسبة المسؤولين عن كل الكوارث التي حصلت”.
جاء ذلك، بعد إعلان النائب ميشال معوض، سحب ترشيحه بعد اجتماع كتل المعارضة في الحازمية ببيروت.
في غضون ذلك، رد عضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله، على ذلك بإشارته إلى ما أسماها بلعبة استهلاك الأسماء من قبل فئة تعيش حالة إنكار الواقع بقوله: إنَّ “حزب الله يرحب بالدعوة للحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهورية بعيدًا عن الفرض والتحدي”، لافتاً في تصريحه أمس الاثنين إلى أنه “في مقابل حرصنا على الحوار والتفاهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فإنَّ الفريق الذي رفع شعار الإتيان برئيس مواجهة، يُصر على إنكار الواقع وحقيقة التوازنات الداخلية وتركيبة المجلس النيابي، ويظن أنه يتذاكى على اللبنانيين، فهو بعدما استنفد لعبته الأولى واستهلك مرشحه بجلسات تحوّلت إلى استنزاف لسمعة المؤسسات، يحاول اليوم استنساخ اللعبة ذاتها باستهلاك اسم آخر”.