محمد رياض إسحاق
تضطلع الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز (أحد تشكيلات وزارة النفط العراقية) حصراً بموضوع اضافة منظومات الغاز السائل للمركبات في العراق، جاء هذا المشروع نتيجةً للتوجه العالمي نحو استخدام الغاز كمصدر طاقة بديل عن النفط ومشتقاته، ارتأت وزارة النفط بتنفيذ هذا المشروع في العراق، تماشياً مع التوجه العالمي وبالتنسيق مع الامانة العامة لمجلس الوزراء بقرارها المرقم (360) لسنة 2017 دخل هذا القرار حيز التنفيذ في 3 اذار 2019، حيث باشرت المديرية العامة للمرور إيقاف صرف السنويات لمركبات الاجرة المسجلة حديثاً، الا بعد اضافة منظومة غاز سائل تنفيذاً للقرار أعلاه.
إن نوعية الغاز المستخدم في هذه المنظومة هو الغاز النفطي المسال (LPG)، تتم اضافة وربط هذه المنظومات في ورش فنية متخصصة تابعة للشركة العامة لتعبئة، وخدمات الغاز والمنتشرة في (15) محافظة، توجد (27) ورشة لإضافة المنظومات في عموم البلاد اضافة إلى منافذ الغاز المنتشرة في عموم محافظات العراق والبالغ عددها (88) منفذ تعمل على مدار 24 ساعة لتجهيز الغاز السائل للمركبات، النسبة الاكبر من هذه المنافذ توجد في محطات تعبئة الوقود، نتيجة الاقبال والطلب المتزايد على اضافة هذه المنظومات تم البدء بعملية انشاء اكبر عدد ممكن من منافذ الغاز في جميع محافظات العراق حيث يوجد حالياً (100) منفذ غاز وصل إلى مراحل متقدمة من التنفيذ و (150) منفذا في مراحل التصاميم واعداد جداول الكميات، ان سعر منظومة الغاز مع اضافتها يبلغ (500) الف دينار عراقي فقط مما يعتبر سعرا مدعوما من الدولة اضافة إلى منح سائقي المركبات فترة صيانة مجانية، مدتها سنة واحدة بعد اضافة المنظومة للمركبة.
اما بالنسبة للمردود الاقتصادي للمواطن في اضافة منظومة الغاز، يتمثل بسعره المنخفض حيث يبلغ سعر لتر الغاز الواحد (200) دينار فقط، بينما سعر لتر البنزين غير المحسن (450) دينارا والمحسن (650) دينارا، اضافة إلى وفرته، حيث إن الغاز غير قابل للاحتكار مثل البنزين ومتوفر بشكل كبير، اما من الناحية الميكانيكية فإن استخدام الغاز كوقود للمركبات يحافظ على الأجزاء الداخلية للمحرك ويطيل عمره، وبذلك تقل تكلفة الصيانة، كذلك يحافظ على عمر زيت المحرك ايضاً، اما بيئياً يعتبر الغاز من مصادر الطاقة النظيفة اي ليس له تأثير سلبي على البيئة، لعدم احتوائه على مركبات الرصاص والشوائب الكبريتية الأخرى عكس البنزين، حيث يعتبر ملوثا للبيئة بفعل الغازات الضارة، التي يطلقها في الجو، مثل ثاني أوكسيد الكاربون من جراء عملية الأحتراق الداخلي للوقود داخل المحرك مما ينتج عنه الغبار الكاربوني، الذي يؤثر في طبقة الأوزون سلباً ويلوث الهواء، اما من ناحية الكفاءة يمتاز الغاز بنقاوه عالية، حيث إن رقم الاوكتان للغاز يبلغ (110)، بينما للبنزين العادي من (80 - 38) والبنزين المحسن من (94 - 95) مما يقلل استخدام الغاز من عملية الفرقعة داخل المحرك (الدوانز) بفعل نقاوته العالية يحافظ على عمر المحرك وكفاءته، إن جودة الوقود تقاس برقم الاوكتان، كلما كان رقم الاوكتان عاليا، يحافظ على اداء وعمر المحرك اكثر، اما بالنسبة للمكاسب الاقتصادية للدولة فإن تجربة اضافة منظومات الغاز للمركبات تعظّم ايرادات البلاد المالية، وذلك ضمن خطة وزارة النفط المتمثلة بعملية الاستثمار الامثل للغاز في البلاد في جميع النواحي، وتقلل من عملية استيراد البنزين من الخارج، والاعتماد عليه، وبذلك توفر الاموال لخزينة الدولة.
إن عملية اضافة منظومة الغاز السائل للمركبات آمنة 100
% ومستوردة من مناشئ عالمية رصينة خاضعة للفحص والسيطرة النوعية، أثبتت اضافة منظومات الغاز جدارتها وكفاءتها في المركبات منذ سنوات من اضافتها ولغاية الآن، بدون أي مشكلات تذكر وعكس ذلك من اشاعات تطلق، فهي محض إدعاء.
إن نجاح هذه التجربة في العراق يأتي بفضل الجهود الكبيرة والعمل المتواصل والمتابعة الميدانية من قبل الادارة العليا في الشركة متمثلة بمديرها العام والجهود الاستثنائية المبذولة من قبل الكوادر الفنية في الشركة، لإنجاح هذا المشروع وكذلك الدعم المتواصل من قبل وزارة النفط.