بيروت: جبار عودة الخطاط
بعد 14 عاماً من آخر زيارة له إلى سوريا، وصل الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون، ظهر أمس الثلاثاء إلى دمشق، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وأفاد مصدر مقرّب من عون، بأنَّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني، “ليس على جدول بحث عون مع الأسد”.
ورافق عون، الوزير اللبناني السابق بيار رفول، واستقبلهما على الحدود اللبنانية - السورية، السفير السوري السابق لدى لبنان، علي عبد الكريم علي.
وأشار المصدر المقرّب من الرئيس اللبناني السابق، إلى أنَّ زيارة عون لدمشق “طبيعية”، وأنَّ سوريا “بوابة المشرق العربي”، ولذلك أتت هذه الزيارة، علماً أنّ عون وصل إلى سوريا بعد 14 عاماً، من آخر زيارة أجراها إلى دمشق.
ودخل الاستحقاق قبل أيام منعطفاً جديداً هو الأول من نوعه، بانضمام الولايات المتحدة مباشرة إلى الحملة الدولية للإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما يكشف حجم التدخل الأميركي في الشأن اللبناني.
وقد هددت الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على المسؤولين الذين يعطِّلون هذا الاستحقاق، بحسب زعمها. وجاء الموقف الأميركي الجديد من الاستحقاق الرئاسي على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون “الشرق الأدنى” بربارا ليف.
إلى ذلك، لم تكد تمضي على فترة إعلان النائب مارك ضو، تبني نواب (المعارضة) ترشيح جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية اللبنانية، سوى 24 ساعة حتى سارع النائب إبراهيم منيمنة ليعلن أمس الثلاثاء بأنَّ النواب التغييريين “لا يعتبرون أزعور مرشحهم نسبةً لأدائه السياسي السابق، وموقفنا من الحقبة السياسية التي أدت للإنهيار”.
في الإطار، مازالت الشكوك تحوم حتى الآن حول مدى تماسك موقف التيار الوطني الحر إزاء مسألة ترشيح المسؤول البارز في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، فوفقاً لتسريبات بأنَّ الاجتماع الأخير للتيار والذي حضره الرئيس السابق ميشال عون قد تغيَّب عن حضوره النواب (إبراهيم كنعان والياس بوصعب وآلان عون وسيمون أبي رميا وأسعد ضرغام)، الأمر الذي يلقي بظلال عدم اليقين على مسألة ترشيح العونيين لأزعور.
في السياق، كشف النائب إبراهيم منيمنة، عن “مسار مشاورات مع باقي القوى السياسية لأخذ قرار التصويت في الجلسة النيابية المقبلة”، مضيفاً أنه “منذ أن كان جهاد أزعور في الحكم حتى اليوم ونحن لا نعرف عنه شيئاً ولم يلتقِ بنا وتلقينا خبر ترشحه من الإعلام، والأكيد أنَّ لديه خبرة في القطاع المالي والاقتصادي لكن ذلك غير كاف”، وتابع بالقول: “لسنا في موقع إصدار أحكام، لكن من موقع التقييم السياسي لا نعتبر أزعور مرشحنا كتغييريين نسبةً لأدائه السياسي السابق، وموقفنا من الحقبة السياسية السابقة التي أدت للإنهيار الحالي”، ورأى أن “لا إمكانية لوصول فرنجية، واتمنى أن لا يطول الموضوع، وأن لا يكون الرهان على المتغيرات الإقليمية”.
من جانبه، قال عضو كتلة حركة أمل، النائب محمد خواجة: إنَّ “رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يقول إنه عندما تتوفر لديه معطيات جديدة سوف يدعو إلى الجلسة، وعندما تقاطعوا على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بادر إلى تحديد الموعد في أقل من 48 ساعة”، مضيفاً :”نحن متمسكون بفرنجية وندعمه لأنه من وجهة نظرنا إنسان صادق ويستطيع أن يتحدث مع الجميع ويستطيع الحديث براحة عن الستراتيجية الوطنية للدفاع وهو الأقدر بحكم علاقته على أن يبحث ملف أزمة النازحين السوريين مع المسؤولين في دمشق ونعتبره المرشح الأفضل للمرحلة، إضافة إلى مواكبته بحكومة إصلاحية تقوم بكل ما هو
مطلوب لإنقاذ البلد”.