السليمانية: كريم الأنصاري
فتح قرار المحكمة الاتحادية العليا بعدم شرعية التمديد لولاية برلمان كردستان الباب على مصراعيه لإطلاق انقسام سياسي واضح بدأ مع تبادل الحرب الكلامية الإعلامية، واتساع الخلافات بين الحزبين الاتحاد والديمقراطي الكردستاني ليعود جو "انعدام الثقة" بين الحزبين وحلفائهما.
وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل نبي، لـ"الصباح": إن "القطيعة الحالية بين جميع الأحزاب في الإقليم، انعكاس لظروف العراق والأوضاع الإقليمية والعالمية، وهي تؤثر في قرارات سياسيي كردستان"، مستدركاً "لكنهم سيتوحدون في مواجهة القضايا المصيرية لإقليم كردستان وبينها حصته من الموازنة".
وأضاف نبي أن "وضع إقليم كردستان لا يتحمل مشكلات أكثر مما هي اليوم، إذ إن العامل الدولي المؤثر في الإقليم يغير الكثير".
بدوره رأى عضو الاتحاد الكردستاني ديار عقراوي أن "خلافات الحزبين تعود إلى أيام المعارضة وفترة ما بعد الانتفاضة العام 1991، وتزايد الخلاف وصولاً إلى الاقتتال الداخلي في عام 1994، آنذاك تدخل العامل الدولي في وساطات أفضت إلى اتفاق العام 1997 ليشارك الحزبان في حكم الإقليم وفق ورقة واحدة". وأضاف عقراوي، في حديث لـ"الصباح"، أن "الفترة من 2003 حتى عامي 2013 و2014 تعد فترة "ذهبية" بالنسبة للإقليم، تخللها ذهاب الحزبين إلى بغداد لكتابة الدستور والمطالبة بمستحقات إقليم كردستان ضمن ورقة واحدة".
وذهب عقراوي إلى أن "الخلافات ازدادت أكثر وظهرت جلياً في الانتخابات المبكرة الأخيرة حين اتجه الحزبان إلى تحالفات على مبدأ الأكثرية والأقلية، وتدهورت العلاقات أكثر بانسحاب فريق الاتحاد الوطني الوزاري من حكومة الإقليم"، مؤكداً أن "الانسحاب يتعلق بقضايا تنفيذية وتشريعية في حكومة الإقليم ثم عادت المشكلات مؤخراً".
ورأى عقراوي أن "المشكلة تكمن في تباين رؤى الحزبين في كيفية إدراة الإقليم والعلاقة مع الحكومة الاتحادية، إذ لا وجود لمشروع مشترك بينهما، ويتضح هذا بغياب القرار المشترك وهذا ما سيخلف نتائح وخيمة على الحياة السياسية في الإقليم".
في حين لفت عضو حزب كادحي كردستان هيوا سيد سليم إلى أن "الانقسام السياسي ليس بالأمر الجديد بل يمتد إلى زمن تسلم هذه الأطراف حكم الإقليم".
وأضاف سليم، لـ"الصباح"، أن "قرار المحكمة الاتحادية بعدم التمديد لبرلمان الإقليم فاقم من حدة الخلاقات"، مبيناً أن "هناك ضغطا على البارتي واليكتي طرفي النزاع". وأشار إلى أن "حلول الأزمة السياسية الحالية أصبحت شبه مستحيلة بوجود تصعيد سياسي، غير عسكري"، على حد تعبيره.
تحرير: علي عبد الخالق