بغداد: حيدر الجابر
حتى الآن، يبدو أن ملامح الموسم الزراعي الصيفي ستكون فقيرة، في ظل قلّة الواردات المائية بسبب تعسف دول المنبع وبالخصوص تركيا في مجال إطلاقات المياه، وتحول الاهتمام إلى توفير مياه الشرب أولاً، وهو ما يعني أن مئات العائلات من الفلاحين ستبحث عن حياة أفضل في المدن، حيث ستتحمل الحكومات المحلية عبئاً أكبر لتوفير الخدمات وفرص العمل.
ودفع انخفاض واردات المياه، لجنة الزراعة النيابية، إلى مخاطبة مجلس الوزراء للتوجيه باستخدام تقنيات الري الحديثة، لإنجاح الموسم الصيفي.
وقال عضو اللجنة، النائب غريب مصطفى، لـ"الصباح": "نحن بلد زراعي ولدينا طبقة فلاحية كبيرة، وأدّت قلّة إطلاقات المياه من دول المنبع إلى تقليل الخطة الزراعية الصيفية إلى مليون و100 ألف دونم (بستنة) ومليون دونم (خضراوات)"، واصفاً الأمر بالصعب.
وأضاف، أنه "يمكن التغلب على شح المياه، فقد خاطبنا في لجنة الزراعة، رئيس مجلس الوزراء، لتوجيه وزارة الزراعة بتوجيه الفلاحين باستخدام تقنيات الري الحديثة حتى يتم شمولهم بالخطة الزراعية"، وبيّن أنه "تم تخصيص 300 مليون دولار في الموازنة لشراء تقنيات ري حديثة بصورة مدعومة للفلاحين".
وإضافة إلى الاحتباس الحراري، والتغير المناخي، وموجة الجفاف التي تضرب المنطقة، فإن دول الجوار هي السبب المباشر في خفض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات في العراق.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، أوضح أن "العراق يعاني باستمرار من تعسف دول الجوار في الملف المائي"، وأكد أن الوضع المائي أسوأ من العام الماضي".
وقال الخزاعي لـ"الصباح": إن "العراق يعاني من نقص الإمدادات المائية من دول الجوار ولا سيما تركيا، وأن عدم تسلم حصصه المائية مشكلة دائمية وأزمة مستمرة منذ أعوام، وقد أثر ذلك في الوضع المائي"، وأضاف "نعيش اليوم صعوبات غير خافية"، مبيناً أن "وزارة الزراعة ستعلن عن الخطة الصيفية في الأيام
المقبلة".
وكشف المتحدث، عن "تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الموارد المائية وسترفع توصيتاتها ليتم اتخاذ القرار على ضوء هذه التوصيات"، وحذّر من أن "الوضع المائي ليس أفضل من العام الماضي، وستكون مساحة الاستزراع أقل من الموسم الماضي"، ولفت إلى أن "محصول الشلب هو الأهم في الخطة الصيفية ويحتاج إلى كميات كبيرة من المياه غير متوفرة"، وختم بالقول: "زرعنا في الموسم الماضي 10 آلاف دونم، وقد حددت وزارة الموارد المائية 3500 دونم على الأكثر، ولن نتجاوز هذا الرقم كثيراً".
ولا يهدد الموسم الصيفي السوق المحلية فقط، وإنما يهدد بدفع الفلاحين إلى الهجرة نحو المدن، وهو ما يؤدي إلى مشاكل جديدة تتحملها الحكومات المحلية.
وحذّر الرئيس السابق لاتحاد جمعيات الفلاحين، حسن التميمي، من تداعيات خفض مستوى الموسم الصيفي، وقال لـ"الصباح": "لا توجد حتى الآن معالم واضحة للموسم الصيفي، وقد بدأت وزارة الموارد المائية بحملة لرفع المضخات"، وأضاف أن "وزارة الزراعة لم تضع خطة حتى الآن"، واصفاً إياها بـ"الحرب على الفلاحين".
وتابع التميمي: أن "هذا الإجراء سيدفع الفلاحين للتفكير بالنزوح إلى المدن، وهو ما يسبب مشاكل للحكومة لأنهم يمثلون 30 % من المجتمع".
تحرير محمد الأنصاري