بغداد: غيداء البياتي
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك وبإشراف وكيله د. نوفل ابو رغيف، أقام معهد الحرف والفنون الشعبيَّة، مهرجانه السنوي الدورة " 17" تحت عنوان "تراثنا بأنامل واعدة"، الذي ضم نتاجات طلبة العام الدراسي الحالي.
فعالياتٌ متنوعة شهدتها أروقة المعهد تمثلت بعرض لوحات فولوكلوريَّة ملونة بفرشاة الأمل وأشكالٍ لشخوصٍ بغداديَّة مجسمة، وأنامل تغزل الخيوط لتنقش التراث العراقي على السجاد، وهناك أصواتُ طرقٍ على النحاس بإحدى زوايا المعهد، ونحت على الصخور والخشب في مكانٍ آخر، وخزفيات بابليَّة وآشوريَّة زينت المكان، لتعود بأفكار المتلقي الى زمنٍ بعيدٍ مضى، كلها كانت من نتاجات طلبة المعهد النابض بالحياة.
وليكتمل المشهد الكرنفالي لا بُدَّ من وجود عرضٍ للأزياء التي تعود لحضارات العراق المتعاقبة، بدءًا من السومرية، وانتهاءً بالأزياء البغداديَّة والقرويَّة الشعبيَّة، ووجود فرقة التراث البغدادي، التي أطربت مسامع الحضور ببعض الوصلات الغنائيَّة الطربيَّة من التراث البغدادي، كلها كانت وسط حضورٍ واسعٍ من قبل أساتذة وطلبة المعهد، فضلاً عن وجود المستشار الثقافي لرئيس مجلس النواب الدكتور محمود أسود، الذي قال لـ"الصباح": "هذه النسخة من المهرجان مختلفة عن غيرها، لأنَّ جهود المدير العام ومديرة التراث الشعبي والمعهد والطلبة وكل القائمين عليه كانت لمستهم واضحة، فهناك تميزٌ بالأعمال التراثيَّة والتأريخيَّة، خاصة قسم الطرق على النحاس، حقًا كانوا شباباً مبهرين بأعمالهم، فبروزهم وكأنَّهم فنانون متمرسون، لهم خبرة في هذا المجال، كما أنَّ أساتذة المعهد كانت لهم بصمة متميزة في تعليم طلبة هذا العام، وأنَّ الأعمال المقدمة جميعها من صلب التراث البغدادي وتمثل عراقة وتأريخ أهل بغداد".
مدير عام دائرة الفنون العامة بوزارة الثقافة د. علي عويد أوضح أنه "مهرجان التخرج لطلبة المعهد، وكل ما معروض هو من إنتاج أنامل طلبة المرحلة الخامسة لكل الأقسام، وهو يشكل إبداعًا حقيقيًّا للفن التشكيلي والحرفي، ونحن سعداء برؤية طلبتنا بهذا المستوى من الإبداع، ولأنَّ دائرتنا تهتم بالفنون، فسندعم المعهد حتى يرتقي للمستوى، الذي أسس من أجله، كما أنَّ هنالك دعماً حقيقياً لتلك المؤسسة من قبل رئيس الوزراء ووزير الثقافة، وستكون الدورات القادمة أفضل بكثير".
مدير مديرية التراث الشعبي د. منى عبد الرزاق أشارت إلى أنَّ "مديرية التراث الشعبي تمتلك ثلاثة تشكيلات، أهمها هو هذا المعهد الذي يعد النسخة الاولى في الشرق الأوسط لمعاهد الحرف والفنون الشعبية في كل البلدان العربية، وهذا العرس الطلابي السابع عشر تميز بإعادة مسيرة المعهد إلى سابق عهده في إحياء التراث، من خلال الطلبة".