احمد كامل السراي
ما أن أعلنَ شهر آيار بدأ فصل الصيف بصورةٍ رسميةٍ، بوصولِ درجات الحرارة عتبة الاربعينات حتى اعلنَ التيار الكهربائي انضمامه إلى فصلِ الصيف، ليكونا تكتلاً معروفاً لدى المواطنين منذ عام 1991 ولغاية هذا اليوم وهو
(كتلة المعاناة)، فحالما وصلتْ درجات الحرارة إلى بداية الاربعينات بدأتْ معها انقطاعات التيار الكهربائي، لتزيد معه معاناة المواطنين في مجابهة حرارة الاجواء اللاهبة، فهناك محاولات حكومية لفك هذا التكتل المعقد بين حرارة الاجواء وانقطاع الكهرباء، لكنها لا ترتقي لإنهائه في الوقت الحالي، فتساؤلات عديدة يطرحها الشارع العراقي، لماذا لا يغلق ملف زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف؟ ومتى يتم الاستغناء بشكل نهائي عن المولدات الأهلية وجبايتها التي أثقلتْ كاهل
المواطن؟.
وزارة الكهرباء بدورها وضّحتْ عدة أسباب وحلول من شأنها تنهي ازمة تجهيز الكهرباء، لكن اغلبها رميت بعاتق الحكومة المركزية عبر إصدار قرارات تحافظ على مستوى التجهيز، أهمها انهاء التجاوز على التيار الكهربائي، لكن هل هذا الحل سيكون كفيلاً في زيادة التجهيز؟ فالطلب يزدادُ سنوياً على التيار الكهربائي لعدةِ عوامل اهمها زيادة النسب السكانية والتي اعلنتْ عنها وزارة التخطيط عن زيادة السكان بنسبة 2,5 % سنويا، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة التوسعة في إنشاء المدن والمجمعات السكنية، مما يزيد ذلك من ارتفاع الطلب على الكهرباء، والتي نوهتْ به وزارة الكهرباء في أوقاتٍ سابقة، كما أعلنتْ بدء مشروع الربط الكهربائي مع دول الجوار، والذي قد يسهم في حل جزء من المشكلة اذا ما حدثت أمور فنية خارجية تتسبب في عرقلة المشروع أو تعرضه إلى اعمال تخريبية، خصوصا أنه يمر بآلاف الكيلومترات عبر الحدود المحاذية مع دول الجوار أو تعرض الخطوط الناقلة إلى الظروف الجوية القاسية، التي قد تتسبب في تعطيله، مع العلم إن الاعتماد على استيراد الكهرباء من دول الجوار لن يكون حلاً ناجعاً بشكل دائمي، فالعلاقات الخارجية معرضة للتعثـــر وسوء التفاهم وسيؤدي إلى ايقاف استيراد
الكهرباء.
إن من أهم الحلول التي ستسهم في إنهاء أزمة تجهيز التيار الكهربائي، وحسب آراء العديد من المختصين في هذا المجال، هو بناء محطات كهربائية في جميع محافظات العراق، لأن في ذلك إيجابيات كثيرة اهمها القضاء على القدرة الضائعة جراء الخطوط الناقلة لمسافات طويلة بين المدن و المحافظات، والقضاء على العوارض في التجهيز، جراء التعرض لأبراج نقل الطاقة بين المحافظات، فضلاً عن ذلك المساهمة بتشغيل الأيادي العاملة من مختلف الاختصاصات بهذا المجال، بالإضافة إلى ذلك سهولة التوسعة في رفع طاقات المحطات الكهربائية بالتزامن مع زيادة الطلب على الطاقة وعدم الاعتماد على الكهرباء المستوردة والتي تحتاج إلى محادثات دولية طويلة الامــد.