هدوء نسبي بالخرطوم في ظل هدنة لمدة 24 ساعة

قضايا عربية ودولية 2023/06/11
...

 الخرطوم: وكالات


ساد الهدوء نسبياً في العاصمة السودانية الخرطوم صباح أمس السبت، مع دخول هدنة مدتها 24 ساعة توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية حيز التنفيذ، والتي تتيح وصول المساعدات الإنسانية وتمنح السكان فرصة لالتقاط الأنفاس من ضغوط القتال العنيف.

وتأتي الهدنة القصيرة في أعقاب سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار انتهكها طرفا الصراع، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقالت الولايات المتحدة والسعودية إنهما تشعران "بخيبة أمل "بسبب الانتهاكات في بيان الإعلان عن الهدنة الأحدث، وهدد الوسيطان بتأجيل المحادثات، التي استمرت بشكل غير مباشر في الآونة الأخيرة، إذا تواصل القتال.

وحوّل القتال الذي بدأ في 15 نيسان الماضي، منطقة العاصمة، التي تضم مدن الخرطوم وبحري وأم درمان،إلى منطقة حرب وأدىإلى صراع في دارفور وكردفان في غرب السودان.

وقبل بدء سريان الهدنة في السادسة صباحاً، أمس السبت، أبلغ سكان عن إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل على الضفة الأخرى من النهر، والتي شهدت أيضاً ضربات جوية.

وشهد الأسبوع الماضي منذ انتهاء سريان آخر وقف لإطلاق النار في الثالث من حزيران قتالاً كثيفاً، إذ دارت بعض الاشتباكات في محيط قواعد عسكرية مهمة وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مجمع لتصنيع الأسلحة في جنوب الخرطوم.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت مبكر فجر أمس، إنها تدعم منصة يطلق عليها "مرصد نزاع السودان" لنشر نتائج عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للقتال ووقف إطلاق النار، ووثق تقرير أولي للمرصد تدميراً "واسع النطاق وموجهاً" لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات.

كما وثق ثماني هجمات "ممنهجة" لإحراق الممتلكات عمداً دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من نصف سكان السودان سيحتاجونإلى المساعدات هذا العام بسبب القتال مع توقف معظم المستشفيات في مناطق الصراع عن العمل وتناقص الإمدادات الغذائية في الكثير من المناطق.

وسمح وقف إطلاق النار السابق بوصول بعض المساعدات الإنسانية، لكن وكالات الإغاثة قالت إنها لا تزال تواجه عراقيل بسبب القتال والقيود البيروقراطية والنهب.

وأدى القتالإلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر أكثر من 400 ألف منهم الحدودإلى البلدان المجاورة.وفي تطور ينذر بتوسع رقعة القتال، انتقل التوترإلى ولاية جنوب كردفان، حيث قال مصدران مطلعان إن قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال" احتلت منذ الأربعاء الماضي 4 مواقع، رغم اتفاق وقف النار الذي يشمل المنطقة.

وقال مصدر حكومي سوداني إن "الحركة الشعبية" بقيادة الحلو حرّكت قوات من منطقة البرام بولاية جنوب كردفان على نحو 40 كيلومتراً من عاصمة الولاية كادوقلي، وهاجمت الجيش في 4 مناطق وهي دلوكا وكلولو والأحيمر وأم شعران، واستولت قوات الحركة على معدات عسكرية وأسرت أفراداً من الجيش.

على صعيد متصل، أعلن، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن اعتبار الحكومة السودانية موفد المنظمة الدولية شخصاً غير مرغوب فيه "يتنافى" ومبادئ الأمم المتحدة و"لا يمكن تطبيقه"، لافتاً إلى أن صفة الألماني فولكر بيرتس "لم تتبدل".

وقال دوجاريك إن "صفة بيرتس لم تتبدل حالياً، ويبقى موقف الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الفائت"، في إشارة إلى "الثقة المطلقة" التي عبر عنها غوتيريش تكراراً حيال موفده إلى السودان.

وكانت الخارجية السودانية أعلنت في وقت سابق أن الحكومة أخطرت الأمين العام بإعلان بيرتس "شخصاً غير مرغوب فيه".

وأتى ذلك بعد طلب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أواخر أيار الماضي من غوتيريش استبدال بيرتس على خلفية اتهام الأخير بتأجيج النزاع.