الذكاء الاصطناعي وانقراض البشريَّة

آراء 2023/06/13
...

 باقر صاحب


حذر (مات كليفورد) مستشار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، العالم من ذلك الغول الاصطناعي، وفق صحيفة” ذا تايمز “ قائلاً “خلال سنتين فقط، سوف تتمتع نظم الذكاء الاصطناعي بالقدر الكافي من القوّة التي تمكّنها من قتل الكثير من البشر” هناك مخاطر مرعبة، هي بسبب الاستخدام السيّئ للتكنولوجيا الفائقة، التي أدّت إلى اختراع الذكاء الاصطناعي، الذي بمقدوره خلال مدةٍ أقصاها سنتان، أن يفلت من زمام مخترعيه، فينفّذ الهجمات الالكترونية، ويصنّع الأسلحة البيولوجية، ذات الخطر المميت على البشرية، فهل انقلب السحر على الساحر؟!

خلفية التحذير الذي أطلقه مستشار رئيس الوزراء البريطاني “نشر 350 شخصاً من كبار المسؤولين في قطاع الذكاء الاصطناعي، من بينهم الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة لتطبيق “شات جي بي تي”، تصريحاً يحذّر من أنّه على المدى المتوسط يمكن لهذه التكنولوجيا أن تؤدي إلى “انقراض البشرية”” وفق ما قالته “ ذا تايمز”.

وما يلوّح إلى أن الأمر على قدرٍ كبيرٍ من الجدية دعوة المستشار البريطاني دول العالم إلى التكاتف ضد الذكاء الاصطناعي، وهي دعوةٌ تثير السخرية والحزن معاً، فهم الغرب من اخترعوا الذكاء الاصطناعي، والطامّة الكبرى تكمن في أنّ المتبنّين له ومطوّريه ربّما لا يعرفون المديات الخطيرة، التي يمكن أن يصل إليها الذكاء الاصطناعي.

ونحن نرى أنّ حكومات الغرب وأميركا، تبرز أنفسها، دائماً، بأنّ بإمكانها وضع حدٍّ لكل شيءٍ خارج السيطرة، حتى مع دولٍ مارقةٍ وفق حساباتها، مثل روسيا بوساطة فرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ هائلةٍ عليها، بسبب حربها مع أوكرانيا، حيث تبرّر روسيا إجراءها العسكري، بأنّه لأجل الحفاظ على أمنها القومي. 

وحين قررت دول “منظمة أوبك +” تخفيض إنتاجها النفطي إلى نهاية العام المقبل 2024 “ ليصل عتبة 40,46 مليون برميل يوميا” وهو قرارٌ تهدف منه هذه الدول الحفاظ على التنمية الاقتصادية لشعوبها، انبرت أميركا، بأنها ستلجأ إلى إصدار تشريعٍ يُسمّى “نوبك”، ووفقاً لوكالة “فرانس برس 24 “ يتيح لها هذا التشريع  مصادرة أصول “أوبك” على الأراضي الأميركية إذا ثبت تواطؤها في تقويض استقرار السوق. 

وعودةً إلى المستشار البريطاني، فإن بريطانيا ستتبنّى دعوة دول العالم إلى إنشاء ميثاقٍ أخلاقيٍّ للذكاء الاصطناعي، وهو أمرٌ إيجابيٌّ، إذا ما تحقّق، بحيث لا تخرج تقنيات الذكاء عن السياقات الإنسانية والتعايش بين الشعوب، أي رفع شعار العلم في خدمة الإنسانية لا في خدمة الذكاء الاصطناعي وقتل البشرية، لأنّ المزيد من الخروج عن الحدود في تطويره، يجعل الحياة على كوكب الأرض “روبوتيةً” وليست بشرية.