أين أغنيات الصحافة؟

الصفحة الاخيرة 2023/06/14
...

زيد الحلي

غدا تطل علينا الذكرى 154 لعيد الصحافة العراقية، وأحمد الله كنت أحد المساهمين  بأول احتفال في هذا
العيد الاغر، قبل 54 عاما بالتمام والكمال، وكأنها بالأمس.. كتبتُ، كما كتب عنه الكثير من الزملاء.. كان احتفالا
بهياً نقله التلفزيون مباشرة من مكانه في قاعة الخلد بالكرخ..
يستحق الامتنان بهذه المناسبة، صاحب فكرة الاحتفال، استاذنا سجاد الغازي، فقبل انتهاء عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف، بنحو ثلاثة أشهر، انعقد ببغداد المؤتمر التاسع لنقابة الصحفيين العراقيين برئاسة النقيب عبد العزيز بركات، وتحديداً في نيسان عام 1968، وأمام حضور الصحفيين، وكان عددهم 411 زميلة وزميلاً، وجميعهم من حاملي صفة «عضو عامل» الذين يحق لهم الترشيح والانتخاب، وكنتُ
أحدهم، وقف الزميل الغازي امين سر النقابة، معلناً مقترحه المهم الذي أصبح أيقونة الصحافة العراقية، وأعني به «عيد الصحافة».
وهو يصادف يوم صدور العدد الأول من جريدة “زوراء” في بغداد على عهد الوالي مدحت باشا، سنة 1869، وكان من المناسب أن يبدأ الاحتفال بالعيد في السنة التالية 1969، حيث تصادف الذكرى المئوية لصحيفة "الزوراء".
كان الصحفيون يتبادلون التهاني داخل القاعة، إنه عيدهم، وفي العيد، تتسع رقعة زهور الالفة، وتغرد طيور الحب وتصبح الأجواء مسكونة بفرح طفولي ..
لقد شهدت الاحتفالية التي استمرت حتى غبش الصباح، أغنيات بديعة خاصة بالصحافة العراقية، لأول مرة، لكنها اختفت مع الأسف، في الاحتفالات اللاحقة، رغم كونها أغنيات تتحدث عن الصحافة لا غير، ومن الذين ساهموا بتلك الاغاني عفيفة اسكندر وعبد الصاحب شراد وغيرهما.
رحم الله رواد الصحافة الذين ودّعوا الدنيا، موتاً طبيعياً، والرحمة موصولة لشهداء الصحافة الذين اغتيلوا برصاص الطعن والغدر وهم يحملون أقلاماً وبهجة وأملاً وقلوباً حالمة وأفكاراً مضيئة.
ادعوكم زميلاتي، زملائي, لتشابك الأيدي، لاحتضان المستقبل في هدهدة حلم، جميل، والابتعاد عن الحساسيات والضغائن، فالضغينة، ريح هوجاء تطفى مصباح العقل.
عيد مبارك.