البرلمان اللبناني ينعقد اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية

قضايا عربية ودولية 2023/06/14
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

يعقد مجلس النواب اللبناني اليوم الأربعاء جلسته التي من المفترض أن تشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية من بين الاسمين المطروحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وتشير المعطيات إلى أنها لن تصل إلى نتيجة، في وقت ذكرت فيه أوساط سياسية في بيروت أن الاتصالات المكثفة على الصعيدين المحلي والخارجي تشير إلى طرح اسم ثالث يبدأ التفاوض الجدي حوله غداً الخميس.
رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤكد أن الجلسة قائمة وما يشاع عن تأجيلها غير صحيح لكن الأمر المهم ماذا بعد جلسة الأربعاء، أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فنفى وجود فتور أو قطيعة بينه وبين (صديقه التأريخي) نبيه بري، جراء تبني تكتل جنبلاط النيابي ترشيح جهاد أزعور، مؤكداً أن ما ذكر من أن بري رفض تحديد موعد للقاء بنجله تيمور جنبلاط لا صحة له أبداً، هنا يوجه المراقبون أنظارهم لما يسمى بالنواب الرماديين أي الذين لم يحددوا بوصلة تصويتهم حتى الآن ويعتبرونهم بمثابة بيضة القبان التي يمكن أن ترجح كفة فريق على آخر، لذا شدد "اللّقاء النّيابي المستقل"، الّذي يضمّ عددًا من النّواب المستقلّين ونوّاب تكتّل "الاعتدال"، على "رفض صفة المتردّدين أو الرّماديّين، الّتي يحاول أن يسوّقها البعض للضّغط على خيارات النّواب الحرّة الّتي تعبّر عن قناعاتهم، فنحن لدينا رؤية واضحة نمتلك الجرأة للتّعبير عنها بوضوح". وأكّد في بيان له أمس الثلاثاء ، بعد اجتماعه في مكتب النّائب عماد الحوت، حيث كان بحث في جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة، أنّ "الأولويّة اليوم هي للإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة، ثمّ تشكيل حكومة للبدء بالإصلاحات المطلوبة، لإنقاذ المواطنين من أزمة اقتصاديّة سببها سياسات اقتصاديّة خاطئة؛ وبالتّالي تقديم هذه المصلحة العامّة على سياسة الاصطفافات وتسجيل النّقاط". واعتبر اللّقاء أنّ "الاصطفاف الحالي الّذي يصوَّر على أنّه إجماع شيعي مقابل إجماع مسيحي، ليس لمصلحة لبنان واللّبنانيّين، ويؤدّي إلى تعميق الانقسام بين اللّبنانيّين، وزيادة التّوتّرات في الوقت الّذي نحتاج فيه إلى الالتفاف حول عمليّة إنقاذ البلد والسّير في إنجاز الإصلاحات الضّروريّة. وفي السياق أشارت معلومات نقلتها تلفزة عربية إلى "أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية، مشددة على أن "الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر من دون عراقيل". وذكرت "أن برّي كان متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة". إلى ذلك أشار النائب سجيع عطية، إلى  أننا " بحاجة إلى رئيس وفاقي على حوار مع الكل وعلى مسافة واحدة"، موضحا أنه "في الدورة الأولى من جلسة الغد، سنكون على الحياد والأرجحية أنّنا سنصوّت بورقة بيضاء". ولفت في تصريحه إلى أنه "في الدورة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس إن حصلت، سننتخب وسنلتقي أحد المرشحين، وسنكون موقفاً واحداً في الكتلة المؤلفة من 11 نائباً". في حين أكّد تكتل القوات اللبنانية "ضرورة أن تكون جلسة الانتخابات الرّئاسيّة المزمع انعقادها الخميس الجلسة النّهائيّة الّتي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وتحميل كلّ مَن يُفقِد النّصاب مسؤوليّة استمرار الشّغور، وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي". وأعرب، عقب اجتماعه الدوري برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عن إدانته "الكلام التهويلي الصادر عن بعض القوى السياسية التي تريد فرض مرشحها، خلافا لموازين القوى النيابية، وتتحدّث عن مؤامرة واستهداف وعزل"، موضحًا أنّ "المؤامرة تكمن في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وضرب الاستقرار والانتظام"  أما حركة أمل ومن خلال تكتلها النيابي على لسان النائب ميشال موسى فأشارت إلى أن "ترشيح حركة أمل لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية قائم"، مؤكداً أن "الأهم أن يكون هناك حوار بعد جلسة انتخاب رئيس يوم الأربعاء، لأنّ المصاعب التي يعاني منها البلد تتطلب إجماعا وطنيا". وأشار موسى إلى أن المطلوب فكّ الوضعية الطائفية، معتبرا أن الإجماع المسيحي على الرئيس مهم لكنّ الرئيس هو رئيس لكل لبنان، ورأى أن المطلوب اليوم الذهاب إلى صيغ أفضل من سابقاتها".
 في الأثناء تتداول الأوساط السياسية في لبنان معلومة مفادها أن جلسة اليوم لن تأتي بجديد. ويشير متابعون  للاتصالات الجارية محليًا وخارجيًا، إلى أن اسمًا ثالثًا سيبدأ التداول به بدءًا من غد الخميس، وستأخذ النقاشات طابعاً جدياً لاسيما مع وصول الموفد الفرنسي، علما أن الاسم الثالث كما علمت «الصباح» بعيد عن قائد الجيش أو الوزير السابق زياد بارود الذي سبق أن رشحه جبران باسيل.