عمان : يعرب السالم
حلق الفنان المتميز هيثم حسن بمنحوتاته عالياً عبر معرضه "فسحة نحت" الذي احتضنته قاعة جاليري الأورفلي في عمان.
وكما هو معروف أنَّ فن النحت هو الفن الأصعب لأنك تستنطق الجماد بل تحتال عليه لتكون قادراً على توظيف رؤية فنية تستحث المتلقي على فهمها والاندماج معها. أعمالٌ نحتيَّة فنيَّة تسابق الزمن في حضورها الشاخص، بل تحيلك الى أساطير قادمة لم تحدث بعد. هي من دون شك مفارقة التجريب المحض واكتشاف عمق التجلي في الذات المبدعة.
بلمسات بسيطة مبدعة يضخ هيثم حسن الحياة في منحوتات تبدو للوهلة الأولى جامدة، لكنك كلما اقتربت منها تراءت لك أصواتٌ قادمة من زمن لم يحضر بعد، وكأنك تؤثث في مخيلتك صوراً مضافة تتلاشى شيئًا فشيئًا، كلما تمعنت بهذه الأجساد الصامتة الناطقة.
معول ماسي أسطوري ينبش في خفايا الروح امتلكه حسن فتولدت منه حياة مخيفة، مفعمة بالجمال، هي أشبه بأجسادٍ صلبة مأسورة بسطوة معوله الذي ينحت الجمال بحنكة فنان أدمن التحليق في فضاء الأساطير، هو يخلق اسطورته الخاصة ويحولها الى إبداع يدينه جمالياً لم فيه من تجلٍ.