بشير خزعل
في أغلب مؤسسات الدول المتطورة أو حتى النامية منها، تسعى الانظمة السياسية التي تبحث عن النجاح إلى خيارات متتعدة في تطوير مستوى الجوانب الفنية والتقنية للارتقاء بمستوى قدرات الموارد البشرية، التي تستطيع ان تقدم الابداع والانجاز وصولا إلى الاحتراف المهني بشكله العام، وهذا الأمر يتطلب أن يكون في كل مؤسسة شخص قادر على استغلال الطاقات البشرية الموجودة، لديه ويطوعها بما يتلاءم مع القدرات المتاحة، الإدارة كنشاط ومهام منظمة لقواعد وسياسات تتبعها مؤسسات الدولة هي عملية تنسيق، وتنظيم مهام تهدف إلى تحقيق اعمال وانجازات يقوم بها المسؤول المتخصص في مجال عمله وبواسطة فريق عمل منظم، وليس باجتهادات ذاتية، يغلب عليها طابع الشخصنة والفساد أو الغباء، مهارات القيادة تعتمدعلى بيئة العمل وطبيعة عمل المؤسسة والاختصاصات العاملة فيها، وبما أن الأغلب الأعم من المؤسسات الحكومية، تجري عمليات التنصيب الإداري فيها حسب المحاصصة السياسية والارادات الحزبية والتوصيات، نجد أن بعض المدراء ورؤساء المؤسسات تتفاوت درجة صلاحياتهم لشغل المنصب، بل إن الكثيرين منهم يضيف فشلا ذريعا، بسبب خبرته المتواضعة أو حتى عدم فهمه في مجال المنصب، الذي أوكل اليه، إذا كان الموظّفون واعين برؤية المؤسسة وأهدافها العامّة، سيكون من الأفضل تحفيزهم وإلهامهم باستخدام المهارات القيادية، وإبداء المرونة، التي تتيح انسيابية العمل وتحقيق الانتاج وغض النظر عن الروتين الاداري، الذي يكبل عجلة الانتاج تحت ذريعة الالتزام بالقانون والتعلميات، أن يكون مدير المؤسسة أو الدائرة مجرد كائن بشري، يحاول أن يصمم لنفسه هالة من الوقار والهيبة الفارغة ويقبع في غرفته متبرجا بكرسي فاخر، لا يضيف اليه سوى مزيد من السخرية على سوء وغباء الاداء، ومتزمتا برأيه، الذي يتحرك كعقارب الساعة بهمسات، ناعمة من هذه أو تلك، في حقيقة الامر هذا ليس بمدير ولا يصلح ان يكون على رأس هرم، أي دائرة، بل سيكون مجرد سيرة ذاتية لمرحلة فاشلة تمر بها تلك المؤسسة، التي يتطلع العاملون بها بفارغ الصبر انتهاء صلاحية مديرهم الفاشل، خير دليل على ما نقوله إن هيئة النزاهة والقضاء بين فترة وأخرى تستدعي وتحكم على مدراء عامين بالسجن، بسبب فسادهم الاداري والمالي، حامل الشهادة ليس بالضرورة أن يكون متخصصا، (فليس كل من امسك لجام الفرس أصبح فارسا)، منح منصب المدير بحاجة إلى التأني والدارسة، وحسن الاختيار للافضل المتسلسل في الهرم الوظيفي والمطلع على خبايا الأمور في مؤسسته وطرق معالجتها، (هذا المدير من جماعتنه وهذا المنصب لصاحبنا)، لن يبني دولة حتى ولو بعد ألف عام.