لندن: بي بي سي
تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة، إذ أثرت وغيرت في العديد من جوانب حياتنا الحديثة. ومع ذلك، يخشى بعض الخبراء من إمكانية استخدام هذه التقنية لأغراضٍ ضارة، كما أنها قد تشكل خطراً على استمرارية بعض الوظائف.
كيف يعمل؟
يسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أنْ يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان.
يمكن تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات، ليتم تدريبها على تحديد الأنماط الموجودة فيها؛ فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحل المشكلات، وحتى التعلم من أخطائها، فضلاً عن البيانات، يستخدم الذكاء الاصطناعي عدداً من الخوارزميات - وهي عبارة عن مجموعة من التعليمات والخطوات البرمجية، التي يجب اتباعها بالترتيب الصحيح لإكمال مهمة معينة.
الذكاء الاصطناعي هو تلك التكنولوجيا التي تعتمد عليها برامج المساعدة الصوتية الرقمية مثل أليكسا وسيري.
كما أنه يتيح لبرامج مثل سبوتيفاي ويوتيوب وبي بي سي آي بلاير أن تقترح عليك قائمة من المواد التي قد ترغب في تشغليها، وتساعد تلك التكنولوجيا أيضاً تطبيقي فيسبوك وتويتر في اختيار وعرض منشورات الوسائط الاجتماعية التي توافق اهتمامات
المستخدمين.
"تشات جي بي تي" و "بوت السناب"
هما تطبيقا دردشة "قويان" يعملان بالذكاء الاصطناعي، وقد أصبحا على مستوى عال من الشهرة خلال الأشهر الماضية. كما أنهما أمثلة على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي "التوليدي".
والذكاء الاصطناعي التوليدي، هو شكلٌ آخر من الذكاء الاصطناعي. إذ يتعلم كيفيَّة بناء معلومات جديدة من البيانات والأنماط السابقة، بحيث يكون قادراً على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو تم إنشاؤه بواسطة إنسان. وتقترن تلك التقنية ببرنامج حاسوب يُعرف باسم "بوت الدردشة"، والذي يتلقى الرسائل النصية من المستخدمين ويقوم بالرد عليها بشكل منطقي وذكي.
يمكن لهذه التطبيقات الإجابة على الأسئلة ورواية القصص وكتابة أكواد برمجية.
قانون الذكاء الاصطناعي
تتصارع حكومات الدول في جميع أنحاء العالم، من أجل الوصول إلى اتفاق يُنظم استخدام الذكاء الاصطناعي. مؤخراً صوت أعضاء البرلمان الأوروبي لصالح قانون الذكاء الاصطناعي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، وهذا القانون - الأول من نوعه - سيضع إطاراً قانونياً صارماً يحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، كما سيتعين على الشركات الامتثال له.
تقول مارغريت فيستاجر إنَّ وضع "حواجز حماية" أمرٌ ضروريٌ لمواجهة المخاطر الكبرى التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. والتشريع الجديد - الذي من المتوقع أنْ يدخل حيز التنفيذ عام 2025 - سيعمل على تصنيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مستويات من الخطورة - حسب تأثيرها في المستهلكين.
فيستاجر تقول إنَّ تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أنْ يكون "شأناً عالمياً"، وتضيف أنَّ تبني "رأي جماعي" بين الدول "ذات التفكير المماثل" أمر مهم. كما اعترف المشرعون الأميركيون خلال جلسة استماع حديثة مخصصة للذكاء الاصطناعي، بوجود مخاوف بشأن مدى صلاحية تلك القواعد. في حين تعتزم الصين إلزام الشركات بإخطار المستخدمين عند استخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي.
الوظائف المعرضة للخطر
يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة من شأنها أنْ تحدث ثورة في عالم الأعمال، وهذا ما يُثير تساؤلات عديدة حول الوظائف التي يمكن أنْ يؤديها الذكاء الاصطناعي بدلاً من الإنسان.
ذكر تقرير صادر عن بنك الاستثمار غولدمان ساكس، أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكن أنْ يحلَّ محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، حيث يتم أتمتة بعض المهام والوظائف في جميع أنحاء العالم.