اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم

قضايا عربية ودولية 2023/06/18
...

 الخرطوم: وكالات

تجددت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس السبت، بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مع تحليق مكثَّف للطيران الحربي، واندلعت الاشتباكات جنوبي العاصمة الخرطوم، وبحري شماليها، فيما شهدت بلدة طويلة شمال دارفور غربي السودان اشتباكات عنيفة صباح السبت، يأتي ذلك في وقت يرتقب أن تعلن السعودية والولايات المتحدة الأميركية هدنة جديدة قد تمتد 3 أيام.
وبحسب شهود عيان، سُمع دويّ المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتحليق للطيران العسكري في سماء الخرطوم، مع سماع أصوات مضادات للطائرات، واستهدف الطيران الحربي والقصف المدفعي تجمّعات قوات "الدعم السريع" في أحياء جنوبي وشمالي العاصمة.
من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في بلدة طويلة غرب مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، وأفاد شهود عيان، بأنَّ الاشتباكات بدأت في الأحياء الشمالية ثم انتقلت نحو سوق البلدة الواقعة على بُعد 60 كلم غرب الفاشر، والتي تم نهبها تماماً من قبل مسلحين.
في سياق متصل، دعا الجيش السوداني المواطنين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز الدعم السريع، وتحدثت تقارير محلية سودانية عن مقتل 5 مدنيين بالخرطوم جرَّاء القصف المدفعي المتبادل في عدد من المناطق، فيما اتهمت قوات الدعم السريع في بيان، الجيش السوداني بأنه قتل 2 من منسوبيها بطريقة وحشية غير إنسانية دون رد من الجيش.
إلى ذلك، انقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور ومعلومات شحيحة عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية.
وأفادت معلومات متداولة "لم تصرح بها جهات رسمية" عن طرح مشروع هدنة جديدة بين الجيش والدعم السريع لمدة 72 ساعة.
سياسياً، شددت "قوى الحرية والتغيير" على ضرورة إنهاء القتال كضامن لعدم حدوث إبادة جماعية، كما أدانت مقتل حاكم غرب دارفور محمِّلة قوات الدعم السريع مسؤولية اغتياله، من جهتها، دانت وزارة الخارجية الأميركية الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والعنف المروِّع في السودان.
إلى ذلك، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كلمنتين نكويتا سلامي: إنَّ الوضع سيئ في البلاد وقد يصبح "كارثياً"، مشيرة إلى أنَّ الملايين من السكان في إقليم دارفور على وجه الخصوص يحتاجون إلى مساعدة عاجلة.
ووصفت سلامي الوضع في دارفور غربي السودان، بأنه "حرج للغاية" ويتطلب تدخلاً عاجلاً، مبينة أنَّ طواقم الأمم المتحدة تحتاج لنقل الموارد الموجودة داخل البلد إلى الإقليم بأسرع وقت.
وتابعت قائلة: "الالتزام بوقف إطلاق النار المؤقت ساعدنا في نقل بعض المواد بدعم من السلطات المحلية، لكن لدينا أكثر من 8 ملايين شخص في دارفور في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، والتقارير تفيد بأنَّ هناك حالات قتل وأنَّ الناس بحاجة للمواد الطبية".
ومنذ منتصف نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وخلّفت الاشتباكات مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، فيما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.