الحشد الكفائي: آيةُ العراقيين في الدفاع عن وطنهم

آراء 2023/06/19
...

  د. علي كريم خضير  


 تبقى الكلمات قاصرة عن وصف اللحظات الأولى التي تعرَّض فيها العراق إلى أعتى هجمة بربرية في التاريخ المعاصر، حيث سقطت المدن الشمالية والغربية الواحدة إثر الأخرى حتى أصبحت بغداد العاصمة قاب قوسين أو أدنى من مرمى الأعداء، إلا أن صوت الحق في النجف الأشرف كشف عن منعة الإسلام وأطلق عنان القول بضرورة التصدي وعدم التهاون بل لابد من موقف لمواجهة التحديات.  

ولسنا بصدد تحليل الموقف فـ (أهلُ مكة أدرى بشعابها).

لكننا ينبغي أن نشير إلى ردَّة الفعل التي كانت في محلِّها من قبل المرجعية الرشيدة، وافتائها الكفائي الذي أفشل مخططات الأعداء وأحال أمرهم إلى 

تباب. 

لذا أخذ الحشد الكفائي موقعاً مائزاً في قلوب الشعب حتى وصف بالقدسية؛ لأنه حافظ على أسس الدين الحنيف من التصدُّع والانحراف، وإنَّ استهداف العراق بعينه، لم يكن أمراً جُزافاً، بل هو اختيار ينصبُّ على هدم الركيزة الصُّلبة التي تشع بأفكارها الناضجة إلى العالم، عراق الأنبياء والصالحين، عراق الأمام علي والحسين والعباس، وأئمة أهل البيت (عليهم السلام أجمعين).

ولا شكَّ أنَّ تقلُّد هذه الأمانة العظيمة يستوجب من أبناء الحشد المقدس مضاعفة المسؤولية للحفاظ على بنيتهِ إيماناً وعقيدةً وسلوكاً، كذلك تطهيره من أية عناصر انتهازية تُسيء إلى سمعته، وتقلِّل من شأنه، ودوره الريادي في الدفاع والبناء والإعمار. 

ولايمكننا تجاهل ذوي الفضل الأكبر منهم، شهداؤنا الأبرار الذين نذروا أنفسهم قرباناً لتراب الوطن، إذ على الحكومة ألا تنسى أسرهم وأبناءهم، يجب أن يكونوا في مقدمة القوم اهتماماً ورعايةً وتكريماً. 

كذلك على الجميع ادراك أن الحشد تشكيل وطني يعمل تحت غطاء قانوني وتشريع نيابي، وان محاولات الالتفاف التي تنادي بترك مسك الأرض، لا تُعبر عن رؤية المجموع وحجة واهية بقصد غمطِ الحق والتضحية في الدفاع عن العراق وشعبه.