الاندفاع القطري في العراق.. الأسباب والنتائج

آراء 2023/06/19
...








 أ.د. جاسم يونس الحريري

علي جاسم مدير عام شركة الاستكشافات النفطية: إنَّ "خطط العراق تهدفُ إلى تعظيم الاحتياطي الوطني للثروة الهيدروكربونية واستثمارها، من خلال تعزيز الجهد الوطني، والعمل المشترك مع الشركات العالميَّة الرصينة، في تحويل التوقعات إلى احتياطيات فعليَّة تضاف إلى الإنتاج الوطني".

تعدُّ الزيارة التي قام بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الى العراق يوم الخميس الموافق 15 حزيران الحالي، زيارة نوعيَّة بكل معنى الكلمة، فمن حيث الفترة الزمنيَّة للزيارة فإنَّها لم تتجاوز بضع ساعاتٍ تمَّ التوقيع فيها على "إعلان نوايا مشتركة" مع العراق، سيّما في المجال الاقتصادي، الأمر الذي يشجعنا على القول إنَّ الاندفاع القطري في الساحة العراقيَّة واسعٌ جداً؛ لأنَّه مصممٌ على الدخول في مجالات أقل ما يقال عنها إنَّها سوف تنشط الاقتصاد العراقي وتخفف من التضخم الاقتصادي بكلفة تقدر بنحو 7 مليارات دولار لمدة 5 سنوات وصولاً الى العام 2028 وهي كما يأتي:


1 - الإعمار والإسكان: تمَّ التوقيع على تطوير مدينتين سكنيتين أنموذجيتين تتمتعان بِبِنْية تحتيَّة حديثة وسعة كل مدينة تصل الى 50،000 ساكن، ما يجعل السعة الإجمالية للمدينتين 100،000 ساكن، إذ تتكون من فللٍ وشققٍ سكنيَّة ومراكز تجاريَّة ومستشفيات ومدارس لتوفير سكنٍ عالي الجودة للمواطنين.


2 - إنشاء فنادق من فئة 5 نجوم: تمَّ الاتفاق على بناء وتطوير عددٍ من الفنادق في مختلف المحافظات العراقيَّة، بما في ذلك فنادق فئة 5 نجوم لسد العجز الحالي المقدر بـ 10،000 غرفة فندقيَّة؛ بهدف تلبية جزءٍ من الاحتياجات المتزايدة للسياحة والتجارة والاستثمار.


3 - الرعاية الصحيَّة: تمَّ التوصل الى اتفاقات مع شركات قطريَّة متخصصة في إدارة وتشغيل عددٍ من المستشفيات الجديدة والتي سيتمُّ افتتاحها قريباً، إذ إنَّ هذه المستشفيات تشملُ توفير سعة سريريَّة تصل الى 400 سرير وإنَّها حديثة ومجهزة تجهيزاً كاملاً وبفرقٍ طبيَّة ذات خبرة عالية لتلبية الاحتياجات الطبيَّة المتنوعة للمرضى.

أسباب الزيارة:


1 - إنَّ زيارة أمير قطر الى العراق في وقتٍ يسعى فيه العراق إلى زيادة أنشطة البحث والتنقيب عن النفط والغاز في كل مناطق الامتيازات البريَّة والبحريَّة.

ويأتي ذلك وسط مساعٍ من العراق لزيادة إنتاج النفط إلى 8 ملايين برميل يومياً بحلول 2027، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

وفي 15 أيار/ مايو 2023 أكد وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إسماعيل "أهمية البدء بأعمال المسح الزلزالي من أجل التنقيب عن النفط والغاز للرقعة البحريَّة في الخليج العربي.

وتعدّ الرقعة أول تجربة ونشاطٍ فعليٍ في موقعٍ بالمياه الإقليميَّة بالخليج العربي بجزأيها البري والبحري، إذ تشير التوقعات والدراسات إلى أنها تضمُّ تراكيب هيدروكربونية"، (بإشارة الى وجود النفط والغاز). 

بينما قال علي جاسم مدير عام شركة الاستكشافات النفطية: إنَّ "خطط العراق تهدفُ إلى تعظيم الاحتياطي الوطني للثروة الهيدروكربونية واستثمارها، من خلال تعزيز الجهد الوطني، والعمل المشترك مع الشركات العالميَّة الرصينة، في تحويل التوقعات إلى احتياطيات فعليَّة تضاف إلى الإنتاج الوطني".


2 - وجود دفعٍ أميركي لقطر خصوصاً، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً في التكامل الاقتصادي مع العراق.

وقد أعلن ذلك صراحة آدم هودج المتحدث باسم "مجلس الأمن القومي الأميركي" قائلاً: "نرحب بزيارة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد، كما تؤيد الولايات المتحدة بشكلٍ كاملٍ سيادة العراق واستقلاله واندماجه المتزايد في مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربيَّة". 

وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: أنَّ التعاون الخليجي العراقي يشملُ التحركات نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة من خلال خطوات لربط شبكة طاقته بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي والأردن"، مردفاً "كان هذان المشروعان للبنية التحتية جزءاً من زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، العام الماضي، ويتم تحقيقهما الآن بتيسير ودعم نشطين من الولايات المتحدة". 

ويبدو أنَّ الهدف الأميركي من ذلك تقليلُ الاعتماد العراقي من استيراد الغاز والطاقة الكهربائيَّة من إيران.