زهير الجبوري
بصيص الأمل، أو بالأحرى عودة الروح العراقية إلى سابق عهدها، يعطي لنا دافعا معنويا كبيرا في النظر إلى واقعنا الاجتماعي، أنه سيمضي قدما في اللحاق ببعض الدول المجاورة التي تمتلك بنية تحتية رائعة، بما تمتلكه الدولة من عوامل نهوض وعوامل بناء (وهنا أعني الجانب المادي)، على الرغم من تأخر الموازنة لفترة ليست بالقصيرة، إلا أن العمل في اعادة تأهيل بعض الأمكنة في مراكز بعض مدن العراق واضح وملموس، وهنا أذكر بوجه الخصوص (مركز مدينة الحلة) مدينتي، التي نشأت وترعرعت في مركزها وعلى شاطئها الذي يغازل كل الأماكن التي يمر بها.
في الأسابيع الأخيرة، تم فتح وادامة شوارع مدينتي، فكانت شهقة الشوارع من الاختناق، الذي دام لعقدين واضحة وملموسة، والمارة من الناس شعروا بأن المدن مهما طال فيها الألم والأضطهاد، أنّها في يوما من الأيام ستعود مثلما كانت لأنها ستدحر الأشياء الطارئة، وهذا لا ينطبق على خارطة الأمكنة بقدر ما ينطبق ايضا على الأفكار والتوجهات الأيديولوجية التي لا تريد من بلدنا الاستقرار، العراق عنوان كبير في منطقة الشرق الأوسط وحضارة أم وتاريخ، لذا أزيحت وبشكل تدريجي بعض الأشياء (العائقة) التي ساهمت في قطع الطرق والشوارع، وتم إعادة تأهيلها جماليا ـ بعضها ـ، وسيتم إكمال مشروع تأهيلها بأقرب وقت، ولم تكن مدينة الحلة ومحافظها المهندس وسام أصلان، الذي كان اصراره في تطبيق مشروع التأهيل سوى الشعور بالمسؤولية الوطنية،انها شجاعة وتستحق الأشادة، لذا كانت مسألة فتح شوارع المدينة تعد جرأة كبيرة، ربما هذا المشروع أوغيره من المشاريع المناهضة للبناء والتأهيل، له جذر توجيهي من قبل السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فمسألة التفكير بتفاصيل الأنسان العراقي وحياته وطبيعة العيش ومصيره، وما إلى ذلك، إنما هو مشروع الدولة بحد ذاته، لكن ما يؤلم في الوقت ذاته، أنّ بعض الكسبة من الناس ممن يعتاشون من قوتهم اليومي، انقطع عليهم ذلك، والتفكير في ايجاد حلول هو من مهام الدولة، ومسألة الانتفاض والتظاهر، تعد طلب حقوق ليست معقدة، إذا ما أُتيحت فتح المصانع والمعامل الأهلية، بلا شك سيقلل من ضغط العراقيين في إيجاد فرص الوظيفة، وهذا ما كان في العقود الماضية (حتى فترة الحصار)، وما نتمناه ان تبقى هوية الإنسان العراقي لها مكانتها
واعتبارها.