نوارة محمد
اختار وارد بدر السالم أن يُعرّف بالأديب والروائي وهو من مواليد البصرة في 1 يوليو/ تموز 1956، اشتغل في الصحافة ورأس تحرير مجلة "الطليعة" الأدبية.
كان من بين الذين اهتموا بأدب الرحلة إذ كتب "الهندوس يطرّقون باب السماء" و "دليل العاشقات" وأجاد نقل الواقع وارتباكاته، فتحدث في روايته عن معاناة الإيزيديين أثناء فرض عصابات داعش سيطرتها على قضاء سنجار. وارد بدر السالم الذي صدر له طيور الغاق شبيه الخنزير ومولد غراب، عجائب بغداد، تجميع الأسد، عذراء سنجار، ذلك البكاء الجميل، اصابع الصفصاف، جذوع في العراء، بيتنا، انفجار دمعة، عكس المقص، فصول الحصار، البار الأمريكي، انفجار قلب، أصابع السرد، برلمان تحت الصفر، المعدان وجماليات الكتابة، ودليل العاشقات. يتحدث للـ"الصباح" عن فكرة كتابه المقبل والذي يصنّف في الحقل الروائي إذ يقول: "سحبتني الرواية الى ما يمكن أن تسحبني اليه في عوالمها الشاقّة المتعبة، بعد أن أنجزت عدداً من الروايات خلال السنوات الأخيرة. أما عن مشروعي السردي المقبل، فهو سردية طويلة عن قاع البلاد. ليس مهماً أن تكون في العاصمة بغداد، بل يمكن أن تكون في أية عاصمة عربية، فالعواصم المنكوبة تتشابه في سياساتها الكارثية. ومن ثم فإنَّ تعويم الكتابة هي في شموليتها السرديَّة التي لا تقف في مكان واحد.
وقد جرّبتُ هذا في روايتي الأخيرة (صباغو أحذية الوطن) في تناول المساحة العربية عموماً من دون تسميات مباشرة، لكن بإيحاءات مفهومة للقارئ.
السردية المقبلة؛ وقد أعددت خطتها ومراجعها ومصادر كتابتها وأماكن أحداثها؛ ستكون ذات لون رمادي غامق. لا أمل فيها بالنجاة.
إنّها مغامرة في الكتابة عن اليأس العربي في سواده الحالك. ومعه اليأس العراقي المطبق بطبيعة الحال؛ فالعراق جزء من المنظومة العربية الرمادية التي أخذت من زمنه وحاضره والكثير من مستقبله. وأفضل ما يمثله القاع الذي قد لا تراه العين المجردة، بل تراه عيون السرديات التي تواكب ضموره النفسي والاجتماعي".