كونور إيكولس
ترجمة: أنيس الصفار
وفقاً لتقرير جديد صادر عن "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (الذي يشار إليه اختصاراً بالأحرف "أس آي بي آر آي")، فإن الدول المسلحة نووياً تواصل توسيع ترساناتها وتحديثها مع استمرار تصاعد التوترات بين القوى العظمى، إذ يقدر المعهد المذكور أن الجهات العسكرية قد نشرت 86 رأساً حربياً إضافياً خلال السنة الماضية فارتفع بها العدد الإجمالي للأسلحة النووية النشطة إلى 9576 رأساً. فالصين قد أضافت 60 رأساً حربياً منذ مطلع العام 2022 ما يجعل حجم ترسانتها الإجمالية 410 أسلحة نووية، وفقاً لمعهد ستوكهولم. أما روسيا فقد نشرت 12 سلاحاً نووياً إضافياً بينما أكملت الزيادة المتبقية دول الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
في بيان صحفي قال "هانز أم كريستينسن"، الذي يشغل منصب زميل أقدم في المعهد المذكور: "هناك صعوبة متزايدة في مطابقة هذا التوجه مع هدف الصين المعلن بامتلاك الحد الأدنى من القوة النووية الذي يتطلبه الحفاظ على أمنها القومي."وردت البيانات الجديدة في النشرة السنوية التي يصدرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام وتتضمن التقرير السنوي للمنظمة المتعلق بالتوجهات على مستوى العالم في مجال تخزين الأسلحة ونزعها.
برغم الزيادة الملحوظة في مخزونات الصين فإن الولايات المتحدة وروسيا تبقيان القوتين الطاغيتين على كافة الدول في ما يتعلق بمخزونات الأسلحة النووية. فهاتان الدولتان معاً تمتلكان 85 بالمئة من الأسلحة النووية المنشورة في العالم، وكلتاهما تخططان للاستثمار بقوة في مساعي تحديث ترسانتيهما.في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع السنة الماضية تراجعت فرص إحياء محادثات نزع السلاح، وقد اتخذت واشنطن وموسكو مؤخراً خطوات لتقليل تقيدهما بمعاهدة "ستارت" الجديدة، وهي الاتفاقية الوحيدة التي حدّدت عدد الرؤوس الحربية التي يحق لكل دولة نشرها، والتي سينتهي العمل بها في العام 2026.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر استعدادها للدخول في محادثات نووية جديدة "من دون شروط مسبقة" مع روسيا والصين. لكن يبقى من غير الواضح إن كانت أي من الدولتين المذكورتين مهتمة بالتفاوض مع واشنطن في ظل استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية.
قال "مات كوردا"، الباحث بمعهد ستوكهولم، في بيان صحفي: "لقد رفع هذا التنافس النووي المتصاعد بدرجة عظيمة خطر احتمال أن تستخدم الأسلحة النووية في سورة غضب لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية."في غضون ذلك اتخذت دول أخرى خطوات معينة لتقليل درجة الشفافية في ما يتعلق بمخزوناتها النووية، إذ يشير التقرير إلى أن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا قد امتنعتا عن نشر معلومات للعلن في ما يتعلق بقواتهما النووية خلال العام 2022 مثلما فعلتا في السنوات الماضية." قرار بريطانيا يثير الانتباه بشكل خاص نظراً لإعلانها في العام 2021 أنها سوف ترفع حد ترسانتها من 225 إلى 260 رأسا حربيا.البيانات المتوفرة بخصوص ترسانات الدول الأخرى المسلحة نووياً محدودة أيضاً نظراً للسرية التي يحيط بها العديد من الدول برامجه النووية. فإسرائيل مثلاً لم يسبق لها أن أقرت أبداً بامتلاكها أسلحة نووية، ولكن معهد ستوكهولم يقدر أن لديها حالياً 90 رأساً حربياً. كوريا الشمالية، وهي أيضاً من الدول المتكتمة على أسلحتها النووية، لديها ما يصل إلى 30 قنبلة نووية وفقاً لتقرير المعهد.
• موقع "رسبونسبل ستيتكرافت"