الاحتلال يدفع بالآلاف من قواته للضفة الغربية

قضايا عربية ودولية 2023/06/22
...

 القدس المحتلة: وكالات

بعد ساعات من عملية مستوطنة "عيلي"، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالآلاف من قواته إلى الضفة الغربية، كما أعلن أنَّ مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار قرب موقع عسكري شرقي رام الله في الضفة، واقتحمت قوات الاحتلال قرية عوريف جنوب غربي نابلس فجر أمس الأربعاء وأجرت ما وصفته بالمسح الهندسي لمنازل عائلتي منفذي عملية مستوطنة "عيلي" أمس الأول الثلاثاء التي قتل فيها 4 مستوطنين وجرح 4 آخرون، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال: إنَّ هذا الإجراء يأتي تمهيداً لهدم المنازل، وأضاف أنه تم اعتقال 3 أشخاص يشتبه أن لهم علاقة بمنفذي الهجوم.
وجاء الهجوم على المستوطنين - الذي تبنّته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس - بعد يوم من الاقتحام غير المسبوق لمخيم جنين الذي ارتفع عدد شهدائه إلى 8 صباح أمس الأربعاء بعد أن استشهدت الطفلة سديل نغنغية (14 عاماً) فلسطينية متأثرة بجراح أصيبت بها خلال هجوم قوات الاحتلال على المخيم.
وقال جيش الاحتلال: إنَّ مسلحين أطلقا النار على أشخاص في موقف لانتظار الحافلات داخل محطة للوقود عند مدخل مستوطنة "عيلي"، وأضاف أنه لم يكن لدى أجهزة الأمن معلومات استخبارية تفيد بتخطيط عنصري "حماس" لتنفيذ العملية.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية: إنَّ منفذي عملية "عيلي" من سكان بلدة عوريف بنابلس، وإنَّ أحدهما قُتل في موقع الهجوم والآخر قرب طوباس، وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أنَّ منفذَي العملية كانا في الزنزانة نفسها في سجن مجدو الإسرائيلي عام 2020.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤوليتها عن عملية مستوطنة "عيلي"، وقالت: إنَّ منفذَيها من منتسبي كتائب القسام، مؤكدة أنَّ العملية رسالة واضحة لحكومة الاحتلال، وأنها رد طبيعي على مجزرة جنين يوم الاثنين وعلى مخططات الاحتلال التي وصفتها بالخبيثة لتقسيم المسجد الأقصى واستكمال حلقات تهويده.
وأعلن جيش الاحتلال تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتائب إضافية، وذلك في أعقاب عملية مستوطنة "عيلي."، وقرر رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي تعزيز انتشار الآلاف من القوات الإسرائيلية شمالي الضفة.
من ناحية أخرى أصيب أكثر من 35 فلسطينياً بجراح مختلفة جراء اعتداءات المستوطنين على قرى وبلدات: " تُرمسعيا" و"بيت فوريك" و"عَورتا"، إضافة إلى "حوارة" و"اللُبَّن الشرقية" و"الساوية" و"زعترة" و"ياسوف" و"دير شرف"، وتصدى الشبان الفلسطينيون للمستوطنين فردت عليهم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص المعدني وقنابل الغاز، كما طالت الاعتداءات أراضي ومحاصيل زراعية، و140 مركبة فلسطينية، إضافة إلى إحراق سيارة إسعاف.
في هذه الأثناء، طالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل أميركي عاجل لمنع الانفجار الذي يُحضّر له غلاة المتطرفين، كما أرسلت البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة رسالة لمجلس الأمن الدولي بشأن العملية الإسرائيلية الأخيرة في جنين، قالت فيها: إنَّ إسرائيل نفذت غارات جوية في هجوم على الضفة المحتلة لأول مرة منذ عام 2002، وعرّضت المدنيين لخطر شديد.
في المقابل، دان الاتحاد الأوروبي ما وصفه بالهجوم الإرهابي قرب مستوطنة "عيلي"، وعبّر عن قلقه إزاء تصعيد العنف والتوسع الاستيطاني، وحث "جميع الأطراف على العمل من أجل خفض التصعيد وإنهاء دوامة العنف"، بحسب زعمه.
من جانب آخر، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن قوة من "حزب الله" اللبناني "تسللت إلى أراض خاضعة للسيادة الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا وأقامت موقعاً عسكرياً مسلحاً".
ولفتت الهيئة إلى أنه تم الكشف عن هذه الواقعة خلال نقاش للجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" حضرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي، ووفقاً لما ورد في النقاش، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة قامت قوة من "حزب الله" باجتياز الحدود من منطقة مزارع شبعا المحتلة إلى أراض خاضعة للسيطرة الإسرائيلية وأقامت خيمتين في هذا الموقع، ثم قام بتشغيله من خلال عدد من مسلحيه (ما بين 3 إلى 8 مسلحين) الذين تمركزوا في الموقع مقابل الجنود الإسرائيليين.