بروكسل: وكالات
أقرَّت رئيسة المفوضيَّة الأوروبية أورسولا فون دير لاين بصعوبة مواصلة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فرض العقوبات ضد روسيا.
وقالت فون دير لاين لصحيفة "إل موندو" الإسبانية: "لقد وافقنا للتو على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لكن من الصعب مواصلة فرض هذه العقوبات".
وأضافت: "الصين تلعب دوراً بارزاً في جهود السلام بصفتها عضواً في مجلس الأمن الدولي، ولديها أيضاً مصلحة وقدرة على ممارسة نفوذها على روسيا".
وتابعت، "نحن جميعاً نريد السلام. في الاتحاد الأوروبي، نعمل وفقاً لمبدأ لا شيء بخصوص أوكرانيا بدون أوكرانيا. في الوقت نفسه هناك مقترحات، ونحن نعمل عليها. لقد قدمت أوكرانيا صيغة سلام من 10 نقاط، ونحن نؤيدها... وقف إطلاق النار ليس ضمانة كافية".
في غضون ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بأنَّ ما يسمى بـ"التحالف الجوي" للدول الغربية يواصل البحث عن أي سبل لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بروسيا وقواتها في أوكرانيا.
وقال ريابكوف في حديث لوكالة "تاس": "يواصل ما يسمى بالتحالف الجوي البحث عن سبل إلحاق أكبر ضرر ممكن بنا وبقواتنا المشاركة في العملية العسكرية في أوكرانيا، ومستمر في نهجه الذي تحدثنا عنه مرات عدة، والرامي إلى إشعال حرب شاملة وهجينة مع روسيا بأيدي أوكرانيا والأوكرانيين. لن يتمكنوا من تحقيق أي من أهدافهم هذه".
وأكد أنه لا توجد لدى روسيا أي أهداف أخرى في أوكرانيا سوى تلك التي أعلنت عنها.
وقال: "سنواصل العمل بالتوجيهات التي صاغها الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين) والتي أعلن عنها أكثر من مرة. ليست لدينا أي أهداف أخرى غير تلك التي تم تحديدها في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
وفي السياق نفسه، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنَّ مشكلة انتشار أسلحة "الناتو" الموردة إلى أوكرانيا في جميع أنحاء العالم أصبحت مشكلة حقيقية، وواقعاً ملموساً.
وقال: "كييف لا تستطيع ضمان سلامة هذه الأسلحة والمحاسبة على تسربها".
وأشار بيسكوف إلى أنَّ هذا الخطر يعد "تهديداً ملحاً للغاية، وقد تحدثنا في وقت سابق عن مثل هذا الخطر، وعن أنَّ الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا يتم بيعها من قبل مجموعات إجرامية مختلفة في أوروبا".
وأكد أنه "كلما تم الإمداد بهذه الأسلحة، أصبح تسربها حتمياً، حيث لا يمكن ضمان المحاسبة أو السلامة أو الأمن".وقال: "كل ذلك بطبيعة الحال محفوف بتهديدات كبيرة للأمن الإقليمي، وفي سياق أوسع، بالأمن العالمي".
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ظهور أسلحة غربية على حدود إسرائيل تسربت من أوكرانيا، مشيراً إلى أنَّ ذلك يؤكد صواب قرار تل أبيب عدم الانجرار إلى نزاع أوكرانيا.
وقال نتنياهو في حديث لصحيفة Jerusalem Post: "لدينا مخاوف أيضاً من أنَّ أي أنظمة سننقلها لأوكرانيا، ستستخدم ضدنا، حيث قد تقع في يد إيران... وهذا ليس احتمالاً نظرياً فقط. وحدث ذلك بالفعل مع الأسلحة الغربية المضادة للدبابات التي نجدها حالياً بالقرب من حدودنا".
وفي سياق متصل، أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، إنَّ أفكار النخب الغربية حول إمكانية "سحق روسيا بقوة السلاح" وهم عميق.وقال ناريشكين في مؤتمر صحفي: "أصعب عواقب الوهم العميق الذي يعيشه الغرب هو أنَّ مقاتلي القوات الأوكرانية ومرتزقة الدول الغربية يموتون من أجل مصالح الدوائر الحاكمة في واشنطن ودول "الناتو".
وأضاف: "هؤلاء أقنعوا أنفسهم بأنه لم يكن في التاريخ دفاع عن قلعة بريست، ولا مدينة ستالينغراد، ولا معركة كورسك، ولم يرفع علم الجيش الأحمر على الرايخستاغ، وتوصلت بعض النخب الغربية إلى فكرة إمكانية سحق روسيا بقوة السلاح".
وشدد ناريشكين على أنَّ أصعب عواقب هذا الوهم هو ما يشعر به مقاتلو القوات الأوكرانية ومرتزقة الدول الغربية الذين يموتون بشكل جماعي على الجبهة من أجل مصالح الدوائر الحاكمة في واشنطن وعدد من الأشخاص من عواصم دول "الناتو" الأخرى، حيث كانت كييف تخطط بناء على دعوة من رعاتها الغربيين لشن "عملية عسكرية عقابية في دونباس" في فبراير ومارس من العام الماضي.