موسكو: وكالات
فعّلت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب إجراءاتها في مدينة موسكو ومقاطعتها، على خلفية دعوة مؤسس مجموعة «فاغنر» للعصيان المسلح.
وجاء في بيان اللجنة أنه «منعا لوقوع أي أعمال إرهابية، تم تفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب في موسكو ومقاطعتها، وفي فورونيج ومقاطعتها».
وأعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين إلغاء جميع الفعاليات العامة في المدينة، في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب المعلنة.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية دعوة مؤسس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة للعصيان المسلح، وزعمه أن قواته تعرضت لقصف من الجيش الروسي، الذي كذّب هذه الادعاءات.
في المقابل، قال زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، أمس السبت، إن جميع المواقع العسكرية الروسية قي مدينة روستوف، باتت تخضع لسيطرة مجموعته.
وأوضح أن هذا لا يعيق القيادة الروسية للعمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وكانت السلطات الروسية عززت الإجراءات الأمنية في العاصمة موسكو ومناطق أخرى بعد أن وجهت إلى زعيم مرتزقة فاغنر تهمة الدعوة إلى «عصيان مسلح».
كما قال حاكم ليبيتسك إن الطريق السريع «إم 4» أغلق على الحدود بين منطقتي ليبيتسك وفورونيج.
وقال في وقت سابق إن قافلة عسكرية روسية كانت على الطريق السريع.
ويربط «إم 4» العاصمة موسكو بالمناطق الجنوبية بما في ذلك روستوف ومدينتها الرئيسة روستوف أون دون، حيث شوهد رجال مسلحون.
وكان يفغيني بريغوجين قد وجه انتقادات حادة إلى قادة الجيش الروسي بالأمس متهما إياهم بشن هجوم صاروخي مميت على قواته في أوكرانيا.
وعقب إعلان السلطات الروسية فتح تحقيق مع بريغوجين، تعهد الأخير بأن «يذهب حتى النهاية» وأن «يدمّر كل ما يعترض طريقه»، مؤكدا أن قواته دخلت الأراضي الروسية.
وحث حاكم إقليم روستوف المحاذي للحدود الأوكرانية السكان على البقاء في منازلهم.
وكذلك زعم قائد فاغنر أن قواته أسقطت مروحية روسية. وكان يفغيني بريغوجين قد قال، إن «الشر» في القيادة العسكرية الروسية يجب أن يتوقف، وتعهد بـ»السير نحو تحقيق العدالة».
من جهتها، دعت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رجال روسيا للوقوف تحت راية القائد العام الأعلى للجيش الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وأكدت لأعداء روسيا أنهم لن يظفروا بتفريق الصف الروسي.
وأضافت: «لدينا قائد عام واحد، لا اثنان، ولا ثلاثة، وإنما قائد واحد فقط، دعا الجميع إلى وحدة الصف، وهذا هو الشيء الرئيسي بالنسبة لنا الآن. الجميع لديهم رؤاهم، لكن تبرز مواقف يتحتم فيها الترفّع عن الخصوصية لحين والالتفات للأهم، لأنه إن لم نتحد الآن، وفكّر كل منا بنفسه ورؤيته الخاصة، فلا شيء سيكون هاما بعد الآن... لا شيء أهم من وحدة الصف الآن تحت راية القائد العام الأعلى للجيش الروسي».
وأضافت: «العدو ينتظر حربنا الأهلية، لكنه لن يظفر بذلك».
وختمت بالقول: «يا رجال روسيا اتحدوا... وراءكم آباؤكم وأمهاتكم وأبناؤكم... أنتم لا تحمون مصالح أفراد بعينهم، بل تدافعون عن مصالحنا جميعا، وتحمون عائلتكم الكبيرة ونؤمن بكم، كما كنا أبدا».
في غضون ذلك، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد قيود مكافحة الإرهاب في المدينة وإلغاء الفعاليات العامة تحسبا لأي طارئ، بعد دعوة مؤسس «فاغنر» للعصيان المسلح.
وقال سوبيانين في منشوره: «تم تفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب في موسكو، وإلغاء الفعاليات العامة المقررة في المدينة، وجميع الخدمات والمواصلات تعمل بشكل طبيعي في موسكو».
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية دعوة مؤسس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة للعصيان المسلح، وزعمه أن قواته تعرضت لقصف من الجيش الروسي، الذي كذّب هذه
الادعاءات.
بدوره أعلن أندريه فوروبيوف، حاكم مقاطعة موسكو اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب في المقاطعة، وقال: «تم تعزيز الإجراءات الأمنية في ضواحي موسكو ونتخذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب، وقد نشدد الرقابة على الطرق جنوبي المقاطعة».
وحث فوروبيوف المواطنين على الحد من التنقل وتوخي الحذر في الضواحي الجنوبية لموسكو.
وفي السياق نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس السبت، أن ما يحدث في روسيا هو شأن داخلي، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه يراقب الوضع.
وقال ممثل عن المفوضية الأوروبية للصحفيين في بروكسل: «هذا شأن داخلي لروسيا. نحن نراقب الوضع».
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، التمرد المسلح بأنه «جريمة خطيرة وطعنة في الظهر»، موجها الجيش بتحييد المتورطين فيه.
وأعلن المتحدث باسم مكتب المدعي العام الروسي، فتح قضية جنائية بحق مؤسس شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين بتهمة « الدعوة للتمرد المسلح».
وفي السياق، أكد الأمن الفيدرالي الروسي أن تصريحات وسلوك بريغوجين تمثل دعوة لنزاع أهلي مسلح وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الموالية للفاشية.
ونوه بأن التصريحات المنتشرة حول حصول ضربات شنّتها وزارة الدفاع الروسية على جنود شركة «فاغنر» العسكرية لا تمت للواقع بصلة وتعتبر بمثابة الاستفزاز.
وتقدم وزارة الدفاع وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية والحرس الوطني تقارير للرئيس بوتين على مدار الساعة حول الإجراءات المتخذة بعد تعليمات رئيس الدولة المتعلقة بمحاولة التمرد المسلح.