يوسف الصايغ في استعادة نقديَّة

ثقافة 2023/06/26
...

 بغداد: مآب عامر

أقام بيت الشعر العراقي على قاعة منظمة كلكامش جلسة نقدية تُعنى بمراجعة منجز الشاعر يوسف الصائغ بعنوان «يوسف الصائغ استعادة نقدية»، حاضر فيها كلٌ من الناقد الدكتور أثير محمد شهاب، والناقد الدكتور قيس الجنابي، والناقدة الدكتورة سافرة ناجي.
وقال الدكتور سعد التميمي الذي أدار الجلسة إن هناك إشكالية حول شخصية الشاعر والكاتب والروائي والمسرحي يوسف الصائغ، خاصة بعد وفاته في العام 2006، حيث انقسم المثقفون بين الدفاع عنه والطلب بمحاكمته أو الصمت، لذا فقد ارتأى بيت الشعر العراقي أن يقدم رؤية جديدة، يقدم عبرها مراجعة نقدية لتجربته ولما كتب عنه وأُثير عنه.
وفي تقديم كيف حصوله على يوميات وكيف العمل عليها وما أثير حولها، أما الناقد الدكتور قيس الجنابي فتناول عبر حديثه يوميات الصائغ وعنوانها، وكيف أن أهم ما جاء في هذه اليوميات هي أنها جديدة لم نألفها في كتابة اليوميات بالعراق والوطن العربي، فقلة وبعضهم سياسيين كتبوا في اليوميات.
 وقال: لن اتحدث عن اليوميات تحديداً، وإنما عن علاقتي معها والأصداء التي حدثت، وأسبابها.
وتابع: أخرجت هذه اليوميات كما كتبها بخط يده، حتى عندما كتب لفظة باللغة العامية الدارجة، تركتها كما هي، فلم أغير ابدا سوى مرة أو مرتين، علماً أنني حاصل على شهادة الماجستير في تحقيق المخطوطات.
وأضاف أن «عملية التحقيق هي مجرد إخراج هذه النصوص.
كما كتبها المؤلف والصائغ ليس لديه أية أخطاء إملائية أو لغوية ولا أخطاء أخرى كونه مدرسا لغة عربية».
كما تناول الجنابي في حديثه صفحات اليوميات وأوراقها، وكذلك علامات الاستفهام والزمان والشخصيات وأساطير وغير ذلك من أمور كانت تثير بعض الإشكاليات.
وأشار إلى أن كل شخص قد زامل يوسف أو كان مرافقا له اكتشف متن اخر يضاف الى شخصية يوسف، كل تلك المزاملة التي كنت على مقربة فيها من يوسف أجد نفسي مع أي شخص آخر قريب من يوسف يمتلك متنا آخر يختلف عما امتلكه.
وقال الناقد الدكتور أثير محمد شهاب إن «الجهد الذي بذله الدكتور قيس الجنابي كبيراً، يكفينا أننا احتفظنا من مسار المخطوطة إلى كتاب معلن، وبذلك تحولت من منطق الفردانية إلى منطق الجماعة مع ما رافق معها من اشكاليات وملاحظات وآراء».  
ويعتقد شهاب أنه جهد كبير قد قدم للثقافة العراقية، وأن الحديث عن يوسف الصائغ، هو الحديث عن تاريخ الحزب الشيوعي وهذا الأمر اشكالي.
من جهتها تحدثت الناقدة الدكتورة سافرة ناجي عبر الجلسة عن المستوى الشخصي للصائغ، وكيف عاش صراعاً اجتماعياً وهو يرى عبثية الحياة حوله.
ولا ترى ناجي في سيرة الصائغ على وجه الخصوص، إلا رؤى تمكنه من فعل التورية والتخفي وتشفير مواقف الشخصية، التي لبسها الغموض والتشويش أمام قراء ومتابعي ابداعه، فضلاً عن أنها سردٌ للحقائق التي ميزت مسيرته الإبداعية.
وأشارت إلى أن ما ميز الصائغ هو أنه قدم فن السيرة بتقنية روايات تيار ما بعد الوعي، إذ تمزج بين هذا اللون الروائي الجديد، وبين تقنيات النص التعبيري المسرحي، وكأنها نص يقبل الوجهين الرواية الحديثة والمسرحية الحديثة في آن واحد.