ما لثورة تموز وما عليها

آراء 2023/07/03
...

 سعد العبيدي 


مما لا شك فيه أن التغيdر الذي حصل في 14 تموز 1958 قد قلب موازين الحياة  والسياسة والاقتصاد، لأهل العراق، رأساً على عقب، انقلاب اختلف الناس بالنظرة الى جدواه سلباً وإيجاباً، فهناك من يرى أنه الثورة بكل المعايير، حررت الفلاح من العبودية الإقطاعية، وسنت قوانين الإصلاح الزراعي، وفتحت المدارس، وغيرت اتجاه العلاقات من الغرب الاستعماري إلى الشرق الداعم لحركات التحرر والانعتاق وأمور أخرى، وهناك من يرى العكس، يُشْكِلُ في البداية على الضباط انقلابهم على الملك، الذي أقسموا الولاء له وعدوه حنثاً في اليمين، وجريمة قتل يحاسب عليها القانون، ويحسب الزراعة وقانون الإصلاح فاشلاً، إذ بات العراق يستورد الحبوب بعد أن كان مُصدراً، وتخلفا في انتاج التمور بعد أن كان الأول عالمياً، وكسل الفلاح بعد تسيده على الأرض التي بارت، وضعف الاقتصاد، إذ إن أولئك الثوار ومن بعدهم ثوار تناسلوا، لم يحسنوا التعامل مع موضوعه، بسببهم وتعاقب الحروب وعوامل أخرى ضعفت قيمة الدينار وحصل التضخم وزادت نسب الفقر، أما المدارس التي بنتها الثورة، لسد حاجة البلاد الى التعلم، فقد أنتجت وقرار الزحف والجهل في ادارة التعليم أمية مقنعة، وقللت مستويات التحصيل.

إن أصحاب هذا الاتجاه في النقد لا يتوقفون عند تلك النقاط، إذ يضيفون لها أن العسكريين أصحاب الثورة قد فتحوا شهية رفاق السلاح لثورات ارتدادية، كلفت العراق الكثير من الخسائر ومهدت الى نشوء سلوك حزبي ثوري قاد عملية القهر والاستعباد والتفرد، بشكل مجحف، ويضيفون أن سرعة التغيير الثوري في كل مجالات الحياة التي أرادها الثوريون كانت لا تتناسب والطبيعة البشرية، ومستويات التعلم لذاك الزمان التي تقتضي التدرج في عملية التغيير.   

إن الجدل لم ينته ولن ينتهي، الا أن خواتيم الفعل الثوري تؤشر، إلى أن العراق ومنذ الثورة يعيش وضعاً بالمقارنة مع الأشقاء، الذين لم تحدث في مجتمعاتهم ثورة، هو الأسوأ في وقت كان قبل حدوثها هو الأول بلا منازع.